: ندّدت دول عدة باغتيال الديبلوماسي السعودي خلف بن محمد سالم العلي في العاصمة البنغلاديشية دكا أول من أمس، وقدمت الأردن والبحرين والإمارات تعازي قادتها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفيما قامت الشرطة في دكا بفتح بلاغ ضد «مجهول» في مقتل العلي، ذكرت صحيفة «ديلي بلتز» البنغالية أمس أن محللي شؤون الجريمة في البلاد يشيرون بأصابع الاتهام إلى سفارة إيران لدى بنغلاديش. وأضافت أن اغتيال العلي أثار قلقاً ومخاوف في أوساط السلك الديبلوماسي في دكا. وعلمت «الحياة» في الرياض أن وزارة الخارجية السعودية وجّهت بعثاتها الديبلوماسية في الخارج بعدم ارتداء الزي الوطني السعودي في الطرقات والأماكن العامة، وبعدم الخروج في أوقات متأخرة من الليل. وأثار اغتيال العلي ليل الإثنين الماضي انتقادات متزايدة للحكومة البنغلاديشية من الأحزاب السياسية المعارضة التي اعتبرت أن وقوع الاغتيال يمثل فشلاً أمنياً «ذريعاً»، وأنه أول حادثة من نوعها تشهدها البلاد منذ استقلالها في عام 1971. ووصفت رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء الاغتيال بأنه حادثة مؤسفة، وأنه يثبت تدهور الوضع الأمني بشكل يثير قلقاً عميقاً طبقاً لما أوردته صحيفة «نيو نيشن» أمس. وطالبت زعيمة المعارضة حكومة حزب عوامي بسرعة الكشف عن قاتلي العلي. وحذرت صحيفة «ويكلي بلتز» الأسبوعية، في ثلاثة تقارير مسهبة - كما نقلت الحياة - من أن فشل دكا في القبض على الجاني أو الجناة سيؤدي إلى غضب السعودية التي قد تتخذ قراراً بإبعاد نحو مليوني عامل بنغالي من أراضيها. ولاحظت الصحيفة أن العلي قُتل في أحد الأحياء المحاطة بترتيبات أمنية مشددة. وأضافت أن أصابع الاتهام تشير إلى السفارة الإيرانية في دكا أو قتلة أرسلتهم طهران إلى بنغلاديش، وحذرت من أن ما لا يقل عن 800 طالب إيراني يدرسون في جامعات بنغلاديش. وذكرت أن إيران غاضبة من موقف السعودية حيال المجازر التي تشهدها سورية. وعلمت «الحياة» في الرياض من مصدر سعودي مطلع أن وزارة الخارجية السعودية وجهت بعثاتها الديبلوماسية بحزمة من التوجيهات في شأن الاحتياطات الأمنية لمنسوبيها بعد حادثة مقتل العلي. وقال المصدر ل«الحياة» إن التوجيهات تشمل عدم ارتداء الزي الوطني السعودي في الشوارع والأماكن العامة، إلا في الاحتفالات الرسمية أو مكان العمل، إضافة إلى إلزام رؤساء البعثات بالرفع بمن لم يمتثل لهذه التعليمات. وأضاف: «نصحت الوزارة منسوبي الديبلوماسيات السعودية في الخارج بالحرص على عدم الخروج في أوقات الليل المتأخرة، وبالتواصل مع رؤساء البعثات بشكل مباشر لو تعرض أي منهم لتهديد من أي نوع، والإبلاغ عن شكوك أو حالات تعقب من مركبات أو أشخاص».