: طالب متخصص في التاريخ في مكةالمكرمة، الهيئة العامة للسياحة والآثار بتحويل قصر السقاف التاريخي إلى متحف وموقع سياحي لزوار مكة، وذلك في أعقاب موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تسليم القصر إلى الهيئة؛ للمحافظة عليه والبدء في عملية ترميمه والعناية بتطويره. وقال الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، “إن مكةالمكرمة تعد بوديانها وجبالها متحفا طبيعيا أنعم الله به على أهل مكة، حيث كانت انطلاقة عصر الإسلام من هذه البقعة المباركة، وبالتالي أتى هذا الاهتمام من القيادة الحكيمة بقيادة ملك الإنسانية بضرورة المحافظة على هذا القصر الذي تهدم أجزاء منه، وكان الخوف أن يكون أثرا بعد عين”. وأضاف الدهاس “أقترح أن ينقل متحف مكة الكائن في حي الزاهر بكل مقتنياته إلى قصر السقاف بعد ترميمه وتهيئته بشكل ملائم؛ ليكون معلما تاريخيا تفتخر به السعودية؛ وليحكي الفصول الأولى في نشأة الدولة السعودية؛ كون هذا القصر بني للملك عبد العزيز عند قدومه إلى مكةالمكرمة”. وأشار إلى أن هذا القصر يسمى بالقصر “البيضاوي” للونه الأبيض، خصوصا في ظل قلة استخدام هذا الدهان في بيوت مكة في ذلك الوقت، ما جعله مميزا بلونه الجذاب. وأضاف أن تاريخ بناء هذا القصر يعود إلى الثلاثينيات من القرن الماضي. وتابع أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى حديثه قائلا: “يجاور قصر السقاف المدرسة المحمدية التي درس فيها عدد من الأمراء من أبناء الملك عبد العزيز، ومنهم ولي العهد الأمير نايف، وكنت قد زاملته، حيث تتلمذنا على يد أساتذة أفاضل ومنهم الشيخ عبد الله خياط، رحمه الله”. وكان خادم الحرمين الشريفين قد أصدر أوامره بتسليم قصر السقاف التاريخي في مكةالمكرمة إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ للمحافظة عليه والبدء في عملية ترميمه والعناية بتطويره. وعبّر الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار - كما نقلت السعودية الآن - عن بالغ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على هذه البادرة الكريمة التي تأتي امتدادا لسلسة من مواقف الدعم والرعاية التي يقدمها للعناية بالتراث الوطني. وأشار الأمير سلطان بن سلمان، إلى الأهمية التي يضيفها هذا المعلم البارز في التاريخ الوطني السعودي للمباني التراثية التي تعمل الهيئة على ترميمها وتوظيفها وفتحها للزوار، ضمن مشروع تأهيل قصور الدولة في عهد الملك عبد العزيز. يذكر أن قصر السقاف كان مقراً للدولة ومركزاً للحكم في عهد الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه، وفي عهد الملك سعود – رحمه الله. ويمثل أنموذجاً فريداً للعمارة التقليدية في مكةالمكرمة، وتعرض في المدة الأخيرة لعدة انهيارات نظراً لتدني مستوى الصيانة وعدم الاهتمام. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والدكتور بكري عساس، مدير جامعة أم القرى قد وقعا مذكرة تعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وجامعة أم القرى في مجالات تنمية الموارد البشرية السياحية، وإجراء الأبحاث والدراسات في مجال السياحة والآثار، ودراسة القضايا المتعلقة بالآثار والمتاحف في منطقة مكةالمكرمة.