وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على تسليم قصر السقاف التاريخي بمكةالمكرمة إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، للمحافظة عليه والبدء في عملية ترميمه والعناية بتطويره. وأعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز هذه البادرة الكريمة، التي تأتي امتدادا لسلسة من مواقف الدعم والرعاية التي يقدمها للعناية بالتراث الوطني، مشيراً إلى الأهمية التي يضيفها هذا المعلم البارز في التاريخ الوطني السعودي للمباني التراثية التي تعمل الهيئة على ترميمها وتوظيفها وفتحها للزوار، ضمن مشروع تأهيل قصور الدولة في عهد الملك عبدالعزيز. وقال رئيس قسم التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس ل «الشرق» إن القرار جاء في وقته، خصوصاً بعد أن تهدمت أجزاء كبيرة من القصر، ولحق الخراب بصالاته الداخلية، وبات مهجوراً، مضيفا أن القصر يحتاج إلى فريق من المهندسين لدراسة أوضاعه المعمارية، فضلاً عن حاجته لفنيين مختصين للعمل على إعادة آثاره دون أي مساس بروحه المعمارية. وأوضح الدهاس أن جامعة أم القرى جاهزة تماماً للمساعدة في ترميم القصر، موضحاً أن الهيئة استعانت قبل فترة بعدد من قسم الآثار في الجامعة لجمع المقتنيات والأشياء التراثية والتاريخية في مشروع الساحات الشمالية بجوار الحرم المكي الشريف، وذلك للحفاظ عليها من الضياع خصوصاً وأنها تمثل حقبةً تاريخية مهمة في تاريخ مكةالمكرمة. ولفت إلى أن قصر السقاف شهد أحداثاً تاريخية جساماً في مكةالمكرمة وحتى ماقبل الدولة السعودية خصوصاً في أجزاء منه ك «البياضية الشمالية والجنوبية» داخل القصر، كما أنه يعد شاهداً على التطور الكبير سياسياً وعمرانياً في عهد الدولة السعودية فكان مقراً للدولة ومركزاً للحكم في عهد الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وفي عهد الملك سعود رحمه الله ويمثل أنموذجاً فريداً للعمارة التقليدية في مكةالمكرمة.