- قدم الجنرال البريطاني جريام لامب، شهادته كعسكري حول الوضع الإنساني الراهن المتدهور في اليمن، معربا عن دهشته واستيائه من حملة الانتقادات التي تشنها جماعات حقوق الإنسان ضد التدخل العسكري للمملكة في اليمن لإنقاذ الحكومة الشرعية وكبح جموح الحلم الإيراني بفرض هيمنتها على المنطقة. وأكد الجنرال البريطاني أن إيران تمد يدا خفية لمساندة جماعة الحوثي التي تم إدراجها في القوائم السوداء على خلفية الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها في هذا البلد العربي، بحسب مقال للجنرال نشرته صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، (3 سبتمبر 2016)، تحت عنوان (المعركة الدامية في اليمن وأدلة العزم الإيراني للهيمنة على الشرق الأوسط). ورسم الجنرال البريطاني صورة كاملة لحقيقة الوضع في اليمن والموقف المخزي الذي يصر المجتمع الدولي أن يتخذه لمواجهة الوضع الإنساني المتدهور هناك، مؤكدًا أن هناك تفاوتا حقيقيا وكبيرا بين طبيعة الدور الذي تقوم به القوات الشرعية اليمنية والتحالف الذي تقوده المملكة لقتال الحوثيين من جهة، ودور الحوثيين والإيرانيين من جهة أخرى. وقال إن المتأمل لحقيقة الوضع هناك لا يسعه سوى الاعتراف بأن القوات الشرعية اليمنية والتحالف الذي تقوده المملكة يقودان قتالهما بوضوح وشفافية وعلى مرأى ومسمع من الجميع، معربًا عن أسفه من أن هذه السياسة الشفافة تسببت في جعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي عرضة لسماع الكثير من الانتقادات والاعتراضات. وأبدى الجنرال البريطاني تعجبه بشدة من غض العالم الطرف عن الممارسات المريبة للحوثيين في اليمن، وإصرار إيران الدائم على مد يد باردة خفية لتغيير كفة القتال، مشيرًا إلى لإعلان العميد الإيراني مسعود جزائري صراحة بأن بلاده مستعدة لمساعدة المتمردين الحوثيين (بأي طريقة كانت ولأبعد الحدود). وانتقد إصرار العالم على التزام الصمت حيال الدور البارز الذي تلعبه إيران في القتال الدائر في اليمن، رغم معرفة الجميع أن طهران سبب انسحاب الحوثيين من محادثات السلام الأخيرة بالكويت ثم إعلان تكوين مجلس سياسي أعلى في تحدٍ سافر للحكومة الشرعية باليمن. وذكر الجنرال البريطاني أن الدور الأخطر الذي تقوم به إيران أنها تعمل دائمًا على تقديم نصائح وتكتيكات حربية للحوثيين الذين لم يكونوا ليصمدوا طويلا لولا إصرار طهران على مساعدتهم، معربا عن دهشته من عدم سماع أي انتقادات دولية للحوثيين رغم إدراج اسم جماعة الحوثي عام 2011 ضمن القائمة السوداء للقوات العسكرية التي تنتهك حقوق الإنسان. ورصدت منظمة اليونيسيف ارتفاعًا كبيرًا في نسبة تجنيد الأطفال في صفوف المتمردين الحوثيين، وبلغت نسبة الأطفال 30% عام 2015 بعد أن كانت 20% قبل ذلك، مؤكدًا أن منظمة مراسلين بلا حدود أدرجت المتمردين الحوثيين في المرتبة الثانية بعد داعش فيما يتعلق بمسألة اختطاف الصحفيين. واعتقد الجنرال البريطاني أن هذا الصمت الدولي حيال الجرائم التي يرتكبها الحوثيون يعد دليلا قويًا على أن إيران تعمل بالفعل على دعم الحوثيين سياسيا وإعلاميا ونفسيا وعسكريا وماليا، محذرًا من العواقب الدولية الخطيرة لذلك الدور الخفي الذي تقوم به إيران في المنطقة. واختتم مقاله بالتأكيد على أن سياسة إيران في المنطقة تقوم في الأساس على زعزعة الأمن في مختلف بلدان المنطقة عن طريق دعم جماعات متمردة موالية لها لتتمكن هذه الجماعات فيما بعد من فرض هيمنتها الكاملة على الحكم.