شن الجيش السوري وحلفاؤه هجوما كبيرا ليل الثلاثاء على مسلحي المعارضة جنوبي حلب، فيما وصف بأنه أعنف هجوم تشنه القوات الحكومية في المنطقة منذ تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية في فبراير/شباط. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش استخدم الضربات الجوية والمدفعية والصواريخ في الهجوم الذي يهدف إلى استعادة بلدة تلة العيس التي سيطر عليها مسلحو المعارضة في الأيام القليلة الماضية. وكانت تقارير قد أفادت بأن جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، أسقطت طائرة حربية سورية في المنطقة الثلاثاء وأسرت قائدها. وقال بيان للجيش السوري وحلفائه نشر على الموقع الإلكتروني لقناة المنار التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية "بدأت وحدات من الجيش العربي السوري والحلفاء في حلب وريفها بالرد على انتهاكات المجموعات الإرهابية وجبهة النصرة الذين نقضوا الهدنة ... بالتوازي مع غارات جوية عنيفة ومركزة." وقال أحد مسلحي المعارضة إن هذا هو أعنف هجوم في منطقة جنوب حلب منذ بدء اتفاق وقف العمليات العدائية الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدة وروسيا. وذكر هاني الخالد - الذي ينتمي إلى كتائب ثوار الشام التابعة لجبهة الشام - أنه تم صد الهجوم وأن المقاتلين الذين يشاركون في القتال مع القوات الحكومية تكبدوا خسائر كبيرة. وذكر المرصد أن القوات الحكومية حققت تقدما لكنها لم تتمكن من السيطرة على تلة العيس. هجوم على الأكراد وقصف مسلحو المعارضة الثلاثاء منطقة كردية في حلب، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، مما أدى إلى قتل 18 مدنيا، من بينهم امرأة حامل وثلاثة أطفال. وقال المرصد إن 70 شخصا أصيبوا بجروح في الهجوم، من بينهم 30 طفلا، قائلا إنه انتهاك لاتفاق وقف العمليات العدائية. واستهدف الهجوم حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية، حيث يحاصر نحو 50،000 نسمة من السكان في مرمى النيران بين الأحياء التي تسيطر عليها قوات الحكومة، وتلك التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة. ويواصل مسلحو المعارضة، ومن بينهم أحرار الشام الموالي لتنظيم القاعدة في سوريا، قصف الشيخ مقصود لأنها - كما يقول المرصد السوري - تطل على مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة، وقد تكون نقطة انطلاق لهجماتهم على تلك القوات، إذا سيطروا عليها. وقد انقسمت حلب في 2012، في أعقاب صد الجيش لهجوم للمسلحين عليها. ويمثل الأكراد نحو 15 في المئة من سكان سوريا، وهم يحاولون تفادي المواجهة مع الحكومة أو المسلحين غير المتشددين منذ اندلاع الصراع في 2011. لكن تمدد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي هيمن على أجزاء كبيرة من البلاد التي مزقتها الحرب، كان هو أدى إلى مواجهة الأكراد للمتشددين في أجزاء في سوريا. وكانت الأحزاب الكردية قد أعلنت في 17 مارس/آذار تأسيس "نظام فيدرالي" في شمال سوريا. وقوبلت الخطوة بالتنديد من المعارضة السورية التي تعهدت باستخدام "القوة السياسية والعسكرية" المتاحة لقتاله. "رد على الهزائم" وشن مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات على مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة قرب العاصمة دمشق ليل الثلاثاء ردا - فيما يبدو - على الخسائر التي مني بها التنظيم في مواقع أخرى من سوريا. وقال التنظيم في بيان له إن مسلحيه تمكنوا "من الهجوم على محطة (كهرباء) تشرين الحرارية الواقعة شرق دمشق"، مضيفا أنهم "دمروا الثكنة المعدة لحماية المحطة." وتقع المحطة على بعد 50 كيلومترا شمالي شرقي دمشق. وأقر مصدر عسكري سوري بأن التنظيم شن هجمات لكنه قال إن كل من شارك فيها قتل. وذكر المصدر أنه يبدو أن الهجمات التي وقعت مساء الثلاثاء خارج دمشق محاولة من جانب التنظيم للرد على الهزائم التي لحقت به في تدمر.