مع تواتر قصص الانتحار الجماعي في الفلوجة التي يداهم الموت جوعًا سكانها ويتعرضون لحصار مزدوج من قبل تنظيم داعش الذي يمنع خروجهم ومن قبل القوات الأمنية العراقية التي ضربت طوقًا أمنيًا محكمًا حول المدينة، تحركت مجموعة من مقاتلي العشائر، يطلق عليهم اسم «فرسان الغربية»، لإنقاذ الأهالي. «الشرق الأوسط» رافقت الليلة قبل الماضية واحدة من عمليات إنقاذ العائلات المحاصرة داخل الفلوجة والتقت ببعض العائلات المحررة. وقالت: «أم سلام» (60 عاما) وهي متقاعدة من أهالي منطقة حي نزال وسط الفلوجة: «لم يعد أمامنا سوى الهرب من الموت جوعًا والتوجه إلى منطقة قريبة من النهر تسمى العبرة حيث سمعت أن هناك رجالا من أهالي الأنبار يقومون بنقل العائلات بالزوارق إلى منطقة الخالدية الآمنة، وبالفعل توجهت إلى هذه المنطقة ومعي أولاد ابني الذي قتله مسلحو التنظيم الإرهابي فور دخولهم المدينة بسبب عمله في في قوات الشرطة». وحسب مجلس محافظة الأنبار فإن هناك أكثر من ألف مسلح ينتمون لتنظيم داعش يحاصرون سكان الفلوجة، وقال عذال الفهداوي، عضو المجلس، إن «هؤلاء المقاتلين مسلحون بأسلحة متطورة ولديهم طرق قتالية ليست بالسهلة؛ مما يحتم على القوات الأمنية التركيز على تجمعاتهم وقصفها قبل دخول الفلوجة».