شهدت مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار مواجهات بين عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي والأجهزة الأمنية ومسلحي العشائر، سيطر خلالها التنظيم على الجزء الشرقي للرمادي، وحاصر المدينة من جميع الجهات، وفجر منازل مسؤولين بعد تلغيمها بالعبوات الناسفة. ودعا اجتماع للقوى السياسية البرلمانية وأعضاء الحكومتين العراقية المحلية والمركزية عن محافظة الأنبار، أبناءَ العشائر والقوات الأمنية إلى الصمود ووقفة بطولية للدفاع عن المحافظة وأهلها، في وقت تشهد المحافظة ولليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة ونزوح مئات الأسر من مناطق المواجهات المسلحة. وقال بيان لمكتب نائب رئيس الوزراء، صالح المطلك، أمس "في ظل الأوضاع الخطرة التي تمر بها محافظة الأنبار والتدهور الأمني المتسارع في المنظومة العسكرية، بسبب الاجتياح الغاشم من عصابات "داعش" الإجرامية وبسبب تماهل وتجاهل الحكومة على مدار سنة وأربعة أشهر، ورفضها غير المبرر تسليح عشائر الأنبار والتأخير في تشكيل الحرس الوطني، اجتمعت القوى السياسية للأنبار بدعوة من نائب رئيس الوزراء صالح المطلك للتداول حول التداعيات الأمنية في المحافظة وكيفية معالجة وإنقاذ الموقف نتيجة الهجمة الشرسة التي شنتها مجاميع داعش الإرهابية". وطالب المجتمعون، التحالف الدولي بالتعامل مع ما يجري في الأنبار بجدية تتناسب وخطورة الموقف، وذلك بتكثيف الطلعات الجوية وتشكيل خلية أزمة تتابع تطورات الأحداث الميدانية والتنسيق ما بين القطعات الأمنية وقيادة العمليات المشتركة والحكومة المركزية". وشهدت الرمادي أمس مواجهات مسلحة بين عناصر "داعش" من جهة والأجهزة الأمنية ومسلحي العشائر من جهة أخرى. وقال المسؤول الإعلامي في مجلس محافظة الأنبار، خالد الدليمي ل"الوطن": لقد "حصلت الاشتباكات في شارع الأربعين ومركز الرمادي والمباني الحكومية التي تبعد عن أماكن الاشتباك نحو كيلومترين" موضحا أن عدد الأسر النازحة من مناطق الاشتباك بلغ أكثر من 500 عائلة". وأشار الدليمي إلى أن عناصر "داعش" نهبوا بعض المنازل، ثم فجروا منزل وزير الكهرباء قاسم الفهداوي شرق الرمادي، كما فجروا منزل عضو مجلس المحافظة أركان الطرموز بعد تلغيم المنزلين بالعبوات الناسفة، وقاموا بحرق الممتلكات العامة والخاصة في منطقة الصوفية بالأنبار. يشار إلى أن الفهداوي شغل منصب محافظ الأنبار في الدورة السابقة. من جانبه، أكد عضو مجلس المحافظة، عذال الفهداوي ل"الوطن"، إن "داعش تمكن من فرض سيطرته على الجزء الشرقي لمدينة الرمادي بعد نفاد العتاد والذخيرة وقلة الأسلحة لدى القوات الأمنية ومقاتلي العشائر، وحاصر المدينة من جميع الاتجاهات ولا يوجد إلا طريق وممر واحد شرق المدينة نستخدمه للتنقل بين الرمادي ومدينة الخالدية". إلى ذلك، أفاد قائد عمليات الجزيرة والبادية العراقية اللواء ناصر الغنام في تصريح صحفي أن قوة أمنية تابعة لقيادة عمليات الجزيرة والبادية نصبت كمينا مسلحا بالتعاون مع عشائر البونمر لمجموعة من عناصر "داعش" الإرهابي في منطقة الخسفة بقضاء حديثة بمحافظة الأنبار، وتمكنت من قتل 11 منهم. وفي محافظة نينوى صدت قوات البيشمركة، هجوما لإرهابيي "داعش" قرب سد الموصل الاستراتيجي، الواقع غربي المحافظة، موقعة أكثر من 20 قتيلا من التنظيم، وتدمير عدد من آلياتهم.