أكد رئيس وفد المعارضة السورية للتفاوض، أسعد عوض الزعبي، أن انسحاب تنظيم "داعش" من مدينة تدمر تم بالتنسيق مع النظام تماماً كما دخلها التنظيم من قبل. وقال الزعبي إن "داعش" انسحب ليمنح النظام ورقة ضغط في المفاوضات السياسية، متوقعاً أن ينسحب من دير الزور بالطريقة ذاتها. من جهته، اعتبر النظام تقدمه هذا انتصاراً على "داعش" وضربة للتنظيم. فيما اتهم البعض أنها ليست سوى عملية إعادة تسلم وتسليم. فقد اتهمت أكثر من جهة نظام الأسد بتسليم تدمر إلى "داعش" تسليم اليد. بدورهم، قال محللون إنها تعد بالفعل ضربة للتنظيم لأنها جاءت بعد أشهر من طرد الأخير من مدينة الرمادي العراقية، وفقدانه السيطرة على مناطق أخرى في سوريا والعراق. لكن آخرين يؤكدون أن النظام وروسيا يحاولان نيل شهادة حسن سلوك من المجتمع الدولي بالسيطرة على تدمر والحفاظ على الأماكن الأثرية وطرد "داعش" منها. وهو ما بدا واضحاً من تصريحات الأسد وبوتين، خلال تبادل التهاني باستعادة السيطرة على المدينة، بأن النظام وحلفائه هما القوة الوحيدة القادرة على مكافحة الإرهاب. وكانت قوات الأسد قد أعلنت استعادتها السيطرة على تدمر بعد طرد وانسحاب عناصر "داعش" الذين استولوا على المدينة الأثرية الواقعة وسط سوريا منذ العشرين من مايو العام الماضي. حيث ارتفعت وتيرة القتال منذ نحو 3 أسابيع بين قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها بدعم من الطيران الروسي من جهة وعناصر "داعش" من جهة أخرى، وتمكنت قوات الأسد من السيطرة على كامل مدينة تدمر، بما في ذلك المدينة الأثرية والسكنية. وعقب معارك عنيفة طيلة الليلة الفائتة، أكملت عناصر "داعش" انسحابها باتجاه السخنة والبعض الآخر باتجاه الرقة ودير الزور، وهي معاقلهم الرئيسة شمال وشرق سوريا. فيما تعمل وحدات الهندسة في جيش النظام على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم جزءاً منها، متجاهلاً إدراجها على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم.