خلال مؤتمر صحافي في أرجنتينا الاربعاء انتقد الرئيس باراك أوباما مقترح مرشحين جمهوريين لاستخدام دوريات أمن لمراقبة الأحياء المسلمة في الولاياتالمتحدة. وقال أوباما أنه غادر كوبا للتو، و هي بلد تقوم بهذا النوع من الرقابة على سكانها "لا نستطيع أن نمشي في هذا المنحدر، فهذا غير واقعي و هو بخلاف ما نؤمن به". وفي خطاب حول التهديد الارهابي انتقدت وزيرة الخارجية السابقة و المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتن المرشحين الجمهوريين تيد كروز و دونالد ترامب لدعمهما لسياسات تستهدف المسلمين في محاربة الارهاب. وقالت كلينتون أمس الأربعاء "عندما يتحدث تيد كروز عن معاملة المسلمين الاميركيين كمجرمين فهذا ليس فقط خاطئ، بل له آثار عكسية".وذلك حول مقترح ترامب استخدام التعذيب و وسيلة الاغراق ضد المتهمين بالارهاب. كما قالت كلينتون أنها فخورة لعملها في ادارة منعت التعذيب "اذا اصبحت انا الرئيس، فلن تقبل او تمارس الولاياتالمتحدة التعذيب في اي مكان في العالم". وانتقد المرشح الجمهوري تيد كروز عمدة مدينة نيويورك الديمقراطي بيل دي بلازيو الثلاثاء لإلغائه برنامجا مثير للجدل كان العمدة السابق مايكل بلومبرج قد اعتمده لمراقبة الجالية المسلمة في المدنية. البرنامج كان قد ألغي العام الماضي بعد أن تسرب للإعلام، و بعد أن اتضح أنه لم يساهم في أي تحقيق أمني. وقال كروز في مؤتمر صحافي في نيويورك "الممارسات الامنية الجيدة تتطلب التركيز على المواقع و المراكز التي تخرج منها التهديدات و التي تواجه التعصب". لكن رد الفعل جاء سريعا من مدير الشرطة في نيويورك وليام براتون خلال مؤتمر صحافي تبع كروز وقال "اريد أن اذكر السناتور أنه يعيش في الولايت المتحدة و التصرحيات التي أدلى بها توضح أنه لن يصبح الرئيس الاميركي المقبل لاننا لا نريد رئيسا لا يحترم قيم البلاد". وذكر بوجود حوالي ألف شرطي مسلم في نيويورك مستعدون للتضحية بنفسهم لحماية المدنية. كما انتقد مقترح كروز ايضا لانه لا يعكس واقع الجاليات المسلمة في الولاياتالمتحدة. فغالبية المسلمين لا يعيشون في احياء خاصة بهم . كما تقول المتحدثة باسم مجلس العلاقات العامة الاسلامية رابية أحمد "التطرف يحدث، عبر الانترنت و ليس المساجد. ويقول سامر خلف، و هو مدير اللجنة العربية الاميركية لمناهضة التمييز للعربية.نت إن التصريحات مقلقة على عدة مستويات "فهناك تصور ان الولاياتالمتحدة تعاني من مشلكة تطرف كما تعاني بلجيكا او فرنسا او أوروبا. لكن ان نظرنا إلى أرقام مكتب التحقيق الفردالي فهي توضح ان ذلك غير دقيق فهناك اقل من مئتي اميركي انضموا الى داعش من بين ستة ملايين مسلم". حتى رابطة مناهضة التشهير اليهودية و التي تعمل على مواجهة معاداة السامية في العادة أصدرت بيانا يندد بكروز حيث قالت ستيسي بيرديت، و هي نائبة الرئيس للعلاقات الحكومية في رابطة مناهضة التشهير للعربية.نت "كمؤسسة تتعاون مع قوات الامن لتساعدها في التحقيق في جرائم الكراهية و التطرف، نحن نعرف ان هذه الاجراءات التعسفية لا تساهم في امننا، بل تهمش الجاليات". اما دونالد ترامب فكرر مطالب كروز و اتهم المسلمين بعدم التعاون مع جهات الامن "اقول للمسلمين في الولاياتالمتحدة انهم لاحظوا الاعمال المشبوهه يجب عليهم اخبار السلطات، و لكنهم لا يفعلون ذلك بكل تأكيد". تقول رابية احمد "انادي ترامب بأن يتحدث مع الاف بي اي و الشرطة المحلية و يسألها، من في الواجهه و من الشريك ضد الارهاب؟انها الجالية المسلمة". وحذر المرشح الجمهوري تيد كيسيك من مغبة مراقبة المسلمين. أما المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز فقال إن استهداف المسلمين غير دستوري و خاطئ. و في كلمتها حول الارهاب حذرت كلينتون من اهمال دعم حلف شمال الاطلسي- نيتو، قائلة إن ذلك يبعث برسالة خطرة إلى أصدقاء و أعداء الولاياتالمتحدة. وتصريحاتها هي رد مباشر لترامب الذي قال ان حلف الناتو يكلف الولاياتالمتحدة الكثير من الاموال و اقترح باعادة النظر في التحالف. وعلقت كلينتون "بوتين يحاول أن يحدث انقسامات داخل أوروبا وإن نجح ترامب فسيكون ذلك بمثابة عيد الميلاد في الكرملين".