: طالب أندريس بيهرينغ بريفيك الذي قتل الصيف الماضي 77 شخصا بالنرويج في أولى جلساتِ استماعِ قضيته في أوسلو بأعلى الأوسمة العسكرية، مكافأة له على "الهجوم الوقائي" الذي قام به ضد "خونة الدولة" الذين سيجعلون سكان البلاد الأصليين "أقلية". وأمام نحو 60 من أقارب الضحايا وما يعادل هذا العدد من الصحفيين، دافع بريفيك أمس مجددا عن المذبحتيْن اللتين ارتكبهما في أوسلو وجزيرة أوتويا بقوله إن هجومه المزدوج كان مساهمة لمنع "الاجتياح الإسلامي" لأوروبا، متهما اليسار النرويجي بأنه سيجعل "النرويجيين الأصليين" أقلية في بلادهم بسبب سياسات الهجرة التي يتبعها. وكان كثير من قتلى مذبحة أوتويا شبابا يحضرون منتدى نظمه في الجزيرة حزبُ العمال الحاكم. وعندما دخل بريفيك قاعة المحكمة أدى تحية قال عنها محاميه إنها تحية اليمين المتطرف وتعبير منه عن انتمائه لهذا التيار. دافع بريفيك مجددا عن المذبحتيْن اللتين ارتكبهما في أوسلو وجزيرة أوتويا بقوله إن هجومه المزدوج كان مساهمة لمنع الاجتياح الإسلامي لأوروبا المضحك المبكي وكان بريفيك وهو يدلي بإفادته يتوجه بأنظاره في كثير من الأحيان إلى الصحفيين وأقارب الضحايا الذين تنازعتهم مشاعر متضاربة، فبكى بعضهم لأنه توقع اعتذارا، لكنه سريعا ما أخذ يضحك من كلام القاتل باعتباره أفضل طريقة لتسخيفه. وقال فردي لاي وهو خمسينيٌ قُتلت إحدى بناته في مذبحة أوتويا "يا له من مهرّج! لا ينقصه إلا أنف أحمر". كما قال شاب نجا من المذبحة ذاتها اسمه ماغنوس هاكونسن "عندما رأيته أول مرة في أوتويا كان على بعد عشرة أمتار وكان يصوب بندقية نحوي.. بصورة ما فإن السلاح موجه نحوه الآن: سلاح العدالة". وأضاف أن "إحدى الطرق لتجريد بريفيك من براهينه هي الضحك منها". وكانت لجنة من أطباء الصحة العقلية - بحسب الجزيرة نت - قد خلصت العام الماضي إلى أن بريفيك مجنون، ويتوقع صدور تقرير خبرة ثانية يوم 10 أبريل/نيسان القادم، أي قبل ستة أيام من بدء المحاكمة رسميا. وسخر بريفيك من تقرير الخبرة الأول، واصفا إياه خلال جلسة الاستماع بالسخيف، ومتهما القاضي بأنه من "هؤلاء الذين يؤيدون مجتمعا متعدد الثقافات". وسيمثل بريفيك للمحاكمة بغض النظر عن تقرير الصحة العقلية، لكن إذا قرّر القضاة في نهاية المطاف أنه مجنون، فقد يُدْخَل مؤسسة للعلاج العقلي بدل السجن. لكن بريفيك قد يواجه السجن 21 عاما إن أدين، وقضت المحكمة بأنه عاقل بما يكفي لتنفيذ محكوميته.