حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا من عواقب انتهاكها سيادة بلاده بعد خرق جوي روسي جديد للأجواء التركية اليوم السبت, في حين نفت موسكو أن تكون أي من طائراتها قد خرقت المجال الجوي التركي. وقال أردوغان في تصريحات له بمطار إسطنبول إنه إذا استمرت روسيا في الإخلال بالحقوق السيادية لتركيا فإنها ستكون مجبرة على تحمل نتائج ذلك. وأضاف أن "مثل هذه الخطوات غير المسؤولة ليس فيها فائدة لروسيا ولا للعلاقة بين الناتو وروسيا ولا للمنطقة ولا للسلام الإقليمي أو الشامل, بل على العكس ستؤدي إلى أضرار". من جهتها نفت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن تكون أي من طائراتها الحربية انتهكت الأجواء التركية في التاريخ الذي ذكرته أنقرة, ووصفت التأكيدات التركية بأنها "دعاية لا أساس لها". وكانت روسيا ردت أيضا بالإنكار حين أسقطت تركيا طائرة حربية روسية من طراز سوخوي24 يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إثر انتهاكها المجال الجوي التركي لمدة 17 ثانية, وقتل حينها طيار روسي ونجا مرافقه. وبعد إسقاط تلك الطائرة حذر الرئيس التركي روسيا من تكرار خرقها سيادة بلاده, ورفض الاعتذار لموسكو رغم أنه أكد مرارا استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين لاحتواء الأزمة التي تفجرت لاحقا. من جهته أكد الأمين العام للحلف الأطلسي يانس شتولنبرغ حدوث الخرق الروسي, وطالب روسيا بالاحترام التام للمجال الجوي التركي الذي يعتبر جزءا من المجال الجوي للناتو. وحث شتولنبرغ موسكو على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار هذا الخرق. استدعاء السفير وفي وقت سابق اليوم أعلنت الخارجية التركية أنها استدعت مساء أمس السفير الروسي وعبرت له عن احتجاجها وإدانتها الشديدة للخرق الجوي الروسي الجديد. وقالت الوزارة إن الخرق تم قبيل ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي، رغم تحذير الطائرة الروسية مرارا قبل دخولها المجال الجوي التركي. وأكدت أنه تم تحذير المقاتلة الروسية باللغتين الروسية والإنجليزية، إلا أنها تجاهلت التحذيرات. واتهم البيان التركي الجانب الروسي بتصعيد التوترات، وحمّل روسيا مسؤولية أي تبعات خطيرة لهذا الحادث. وقال مراسل الجزيرة المعتز بالله حسن -نقلا عن مصادر تركية- إن الطائرة الروسية تجاهلت التحذيرات التركية وخرقت المجال التركي لمدة عشرين ثانية تقريبا، وأضاف أن هناك معلومات تشير إلى أن تركيا حاولت هذه المرة ألا تنجر إلى ما يُعتقد بأنه استفزاز روسي. وكانت طائرات تركية من طراز أف16 قد تصدت يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لطائرتين روسيتين انتهكتا أجواء تركيا، وأسقطت إحداهما وكانت من طراز سوخوي24. وأدت الحادثة إلى أزمة في العلاقتت التركية الروسية، وفرضت موسكو لاحقا ما سمتها عقوبات اقتصادية على أنقرة.