أكدت الصين، أول من أمس، رغبتها في التعاون مع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مثمنة الجهود السعودية المبذولة في سبيل الدعوة لإنشاء هذا التحالف. جاء ذلك عقب اجتماع عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، أول من أمس (الجمعة)، بنظيره وانغ يي وزير الخارجية الصيني، وذلك على هامش اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا المنعقد بنيويورك. وأوضح الجبير، عقب اللقاء، أن السعودية لديها علاقات قوية مع الصين، مؤكدا أنها شريك اقتصادي وسياسي وأمني مهم، مشيرا إلى أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية السعودية - الصينية، لافتا إلى حرص البلدين على تعزيزها وتكثيفها في مختلف المجالات، مضيفا أن «وزير الخارجية الصيني أعرب عن تقديره لمبادرة السعودية في إنشاء التحالف لمكافحة الإرهاب والتطرف، ورغبة الصين في التعاون مع هذا التحالف». من جهته، أعرب وزير الخارجية الصيني عن رغبة بلاده في تكثيف التعاون الثنائي بين بكينوالرياض في المجالات كافة، مشيرًا إلى حرص البلدين على تعزيز التعاون بشكل مستمر. من جهة أخرى، قال لي شنغ ون سفير الصين لدى السعودية، ل«الشرق الأوسط»: «التعاون الصيني - السعودي، يغطي شتى المجالات، برعاية إرادة سياسية على مستوى قيادتي البلدين، على الصعد السياسية والعسكرية والأمنية، والاقتصادية»، مشيرا إلى أن هناك رؤى متطابقة حيال ضرورة مكافحة الإرهاب بشتى أشكاله، وتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف «الصين تدعم الجهود السياسية السعودية ضمن الجهود الدولية الأخرى، في مكافحة الإرهاب الذي لا دين ولا ثقافة ولا أرض له، من أجل بسط الأمن والسلام إقليميا ودوليا»، داعيا إلى تكاتف وتضافر كل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في كل مناطق العالم. ولفت السفير الصيني، إلى أن هناك تنسيقا وجهودا مشتركة بين الرياضوبكين، لمحاربة الإرهاب بمختلف مسمياته، لأن الإرهاب عدو للجميع ولكل المجتمع الدولي بكل سحناته وألوانه وألسنته، مشددا على ضرورة فصل الإرهاب بأي دين أو ثقافة أو أمة. ونوّه بالجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية في مكافحة الإرهاب، مبينا أن اهتمامها بدأ بذلك مبكرا، لافتا إلى استضافة الرياض لمؤتمر دولي بمكافحة الإرهاب. وقال السفير الصيني: «لكل دولة من دول العالم مسؤولية تجاه بسط الأمن والسلام ومكافحة الإرهاب في الوقت نفسه، إذ إن هناك خبرات مختلفة يمكن تبادلها بين الدول للاستفادة منها في الحرب على الإرهاب»، داعيا إلى مزيد من بذل الجهود الدولية لحماية الأمن والسلام الدوليين من يد الإرهابيين. ويعتقد السفير الصيني أن مكافحة الإرهاب لم تعد مسؤولية دولة بعينها، مبينا أن الجهود الدولية مطالبة بتأمين التعاون الاقتصادي أيضا من المهددات الأمنية، منوها بأن «الحزام والطريق»، مسعى صيني لربط مناطق كثيرة لبناء التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن ذلك لا يخرج عن الأمن الاقتصادي والمجتمعي ككل.