قال رئيس وفد جماعة الحوثي الى محادثات سلام امس: إن وقف إطلاق النار في الحرب سيبدأ يوم 14 ديسمبر عشية هذه المحادثات المقررة في سويسرا هذا الأسبوع. وقال محمد عبدالسلام خلال مؤتمر صحافي بث على الهواء مباشرة من العاصمة اليمنية صنعاء إنه بناء على ما اتفق عليه فسيكون هناك وقف للعمليات يوم الرابع عشر من الشهر الجاري. ميدانياً شهدت مديرية المسراخ جنوب مدينة تعز مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للشرعية والحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تمكنت فيها قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة من السيطرة على مدرسة جبا ودار القبة. وقال مصدر ميداني بأن المقاومة أسرت عدداً من القناصة الحوثيين، فيما لا تزال المعارك بين المقاومة وقوات الجيش من جهة والحوثيين المدعومين بقوات صالح من جهة أخرى، في المنطقة مستمرة حتى اللحظة. واستولى رجال المقاومة في المنطقة، على رشاش 7/12 وعربة (طقم) عليها مضاد طيران نوع 23. بحسب المصدر الميداني، فإن رجال المقاومة يمشطون دار القبة في المسراخ، فيما قطعوا الطريق عند مصرف الكريمي ومحطة البترول جنوب السوق ومشطوا قرية واقعة أسفل معسكر الكسارة شمال نجد قسيم. وقال: إن المقاومة شنت هجوماً على مواقع الحوثيين وقوات صالح من ثلاثة اتجاهات شملت الشيخ سعيد والمقهاية والجبل الأسود، وأجبروا الحوثيين على التراجع والانسحاب بعد أن سقط في صفوفهم قتلى وجرحى. واستمرت المواجهات امس وتمكنت المقاومة فيها من السيطرة على مزيد من المرتفعات والجبال بمساندة من طيران التحالف الذي شن غارات على مواقع الانقلابيين في المنطقة. وقصف طيران التحالف تجمعات للمليشيات في الجحملية وقصر الشعب شرقي المدينة وكذا في جامعة تعز غربي المدينة. وكان 23 قتلوا وجرح 36 من الحوثيين وقوات صالح في مواجهات مع القوات الموالية للشرعية وغارات طيران التحالف في مناطق متفرقة من محافظة تعز الجمعة. فيما قتل 6 وجرح 23 من رجال الجيش والمقاومة في المواجهات مع الحوثيين وقوات صالح الاشتباكات دارت في منطقة نجد قٌسيم والمسراخ وكذا في الشريجة والضباب. ونفذ طيران التحالف اكثر من 11 على مواقع الحوثيين وقوات صالح في الشريجة والراهدة خلال 24 ساعة كما نفذ الطيران عدة غارات في منطقة المسراخ. كما قتل 3 مدنيين وجرح 22 آخرين من جراء القصف العشوائي المستمر على الأحياء السكنية في تعز من قبل الحوثيين وقوات صالح. الى ذلك قال في اللجنة العليا للإغاثة إن مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح الذين لا يزالون يفرضون حصاراً خانقاً على مدينة تعز احتجزوا 31 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإنسانية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي المقدمة للمدنيين في المدينة، وإنهم استخدموا المساعدات الغذائية لصالح المجهود الحربي، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". واضاف المصدر "أن مثل هذه الأعمال التي تقوم بها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية تثبت عدم جديتها نحو مشاورات جنيف 2 المزمع انعقادها في 15 من ديسمبر الجاري برعاية الاممالمتحدة". واضاف "ان المليشيا الانقلابية تفرض حرب ممنهجة وسياسة تجويع بحق المدنيين الرافضين لتواجدهم في المدينة وانقلابهم على الشرعية الدستورية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض وقرارات مجلس الأمن الدولي". هذا فيما علنت اللجنة الطبية في مدينة تعز عن نفاد مادة الأوكسجين بشكل كامل من مشافي المدينة وحذرت من كارثة طبية. وقالت اللجنة الطبية العليا في المدينة في بلاغ صحافي صادر عنها: إن انعدام الأوكسجين ناتج عن احتجاز المليشيات المسلحة التي تحاصر المدينة منذ عدة أِشهر "العديد من شحنات الأكسجين في مداخل المدينة ومصادرة البعض الآخر، وآخرها احتجاز شحنة في منطقة دمنة خدير جنوب شرق تعز". وتوقفت معظم المرافق الصحية في المدينة عن العمل، وشكل ضغطاً كبيراً على ما تبقى من مشافي تواصل عملها بإمكانات شحيحة بسبب الحصار المفروض على المدينة منذ ستة اشهر. وأكدت اللجنة أن "ما تبقى من مستشفيات المدينة التي مازالت تعمل وتقدم خدماتها الإنسانية للمواطنين داخل المدينة قد أوقفت كافة العمليات الجراحية، وأنها بحاجة طارئة للأكسجين، لاستمرار إجراء العمليات وإنقاذ الجرحى والمصابين"، محذرة من أن انعدام الأوكسجين سيتسبب في وفاة عشرات الحالات الطارئة المحتاجة إلى عمليات جراحية سريعة. الى ذلك طيران التحالف غارات على اهداف لمليشيات الحوثي و صالح على امتداد الساحل الغربي من سواحل الحيمة في مديرية التحيتا وسواحل الخوخة حتى سواحل المخا وسماع دوي انفجارات في عدد من مناطق الساحل الغربي وتحليق مكثف لطيران التحالف يمتد من جنوب مدينة الحديدة حتى سواحل المخا في محافظة تعز. كما استهدفت تعزيزات لمليشيات الحوثي وصالح بين مديريتي الحداء وجهران بمحافظة ذمار ودمر عربتين ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى حوثيين. وفي محافظة الجوف قتل نحو 17 مسلحاً حوثياً على الأقل وأُصيب آخرون خلال المعارك الدائرة بينهم ورجال المقاومة المدعومين من قوات الجيش الوطني الجمعة. وذكرت مصادر ميدانية ل"الرياض" ان وحدات عسكرية من اللواء 101 ورجال المقاومة شنوا هجمات مختلفة لمواقع الحوثيين في وادي حلحلان وقرية ام الجنع بئر وسد ومدرسة الجنع. وأضافت المصادر أن معارك ضارية اندلعت بين الطرفين سقط على إثرها الحوثيون قتلى وجرحى، في الوقت الذي شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غارات عدة على مواقع مسلحي الجماعة وقوات صالح. وتجددت امس المواجهات جنوب مدينة دمت في محافظة الضالع واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وتجدد المواجهات يأتي بعد يوم على تأكيد المندوب اليمني في نيويورك، خالد اليماني، أن السلطة الشرعية لمست عدم تعاون وتعامل هدام مع مبادرة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الرامية لوقف مشروط لإطلاق النار. وأضاف اليماني في رسالة وزعها على أعضاء مجلس الأمن الدولي، "إننا نلمس عدم تعاون وتعامل هدام من قبل الطرف الآخر الذي يضع العراقيل تلو العراقيل أمام جهود نجاح المفاوضات"، وفق وكالة سبأ الرسمية. وقال "إنه تم تشكيل الفريق التفاوضي منذ 11 نوفمبر الماضي بشقيه الفني والسياسي برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ونخبة من أبرز القيادات السياسية اليمنية المفوضة لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإنجاح مشاورات جنيف". وأشار إلى أن الحوثيين يمارسون كافة أشكال الابتزاز والتصعيد العسكري والسياسي والإعلامي على الأرض. ودعا اليماني «جميع الأصدقاء لممارسة المزيد من الضغوط على القوى الانقلابية للسير في طريق الحل السلمي عبر المشاورات التي تقودها الأممالمتحدة".