حقق اليمين الفرنسي المتطرف الأحد نتيجة قياسية وفق تقديرات أولية للانتخابات المحلية، حيث يتوقع أن يتصدر حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في ست مناطق على الأقل من بين 13 منطقة في الجولة الأولى التي بدأت اليوم. ووفق التقديرات الأولية لمعاهد استطلاعات الرأي، تراوحت نسبة تأييد الجبهة الوطنية ما بين 27.2% و30.8%، وهي نتائج وصفتها زعيمة الحزب مارين لوبان بأنها "رائعة"، مضيفة أن حزبها أثبت أنه الأول في البلاد. وقالت لوبان بعد الإدلاء بصوتها "ما زلنا في الدورة الأولى، لكن يحدونا الأمل في أن نحقق أكبر تقدم ممكن حتى تكون قوة الدفع قوية قدر المستطاع"، مضيفة أن الناخبين يثقون بحزبها لأنهم شاهدوه وهو يعمل، بحسب قولها. وسبق أن توقعت وكالة الصحافة الفرنسية تصدر لوبان نتائج الانتخابات في إقليم "نور با دي كاليه بيكاردي" الذي يعاني كسادا اقتصاديا (شمال)، كما تحظى ابنة عمها -واسمها ماريون ماريشال لوبان (25 عاما)- بتأييد قوي في إقليم "بروفانس آلب دازور" (جنوب شرق)، بينما ينافس أحد منظري الحزب فلوريان فيليبو في منطقة "ألزاس شامباني أردان لوران" (شرق). وفتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم أبوابها بعد ثلاثة أسابيع من هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث لا تزال فرنسا تعيش حالة طوارئ بسبب الهجمات. وحظيت الجبهة الوطنية بهذه الشعبية بعد الهجمات لما يتسم به خطابها من مناوأة للهجرة والإسلام، في حين يتساوى معها بنسبة التأييد في استطلاعات الرأي حزب "الجمهوريون" الذي ينتمي ليمين الوسط ويتزعمه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. وقد صرح ساركوزي بأنه يرفض أي تحالف بين المعارضة اليمينية واليسار الحاكم (الحزب الاشتراكي) لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف. وبينما ارتفعت شعبية الرئيس الحالي فرانسوا هولاند بسبب الإجراءات المتشددة التي اتخذها منذ هجمات باريس، لم يحظ حزبه الاشتراكي بتأييد مماثل، إذ تمنحه استطلاعات الرأي نحو 22% من الأصوات، ومن المنتظر أن يخسر حزبه معظم المجالس إما لصالح حزب ساركوزي وإما للجبهة الوطنية.