يدلي الفرنسيون بأصواتهم اليوم (الأحد) في انتخابات المناطق تشكل اختباراً أخيراً قبل الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 2017، ويفترض أن تؤكد تقدم اليمين المتطرف الذي يمكن أن يحقق نجاحاً تاريخياً. ودعي 44.6 مليون ناخب إلى اختيار اعضاء المجالس الجديدة لمناطقهم في فرنسا التي ما زالت تحت صدمة أسوأ اعتداءات شهدتها، أسفرت عن مقتل 130 شخصاً وجرح مئات آخرين. وبعد اختراق كبير العام الماضي في الانتخابات البلدية والأوروبية، يبدو حزب "الجبهة الوطنية" قادراً على الفوز في منطقتين على الأقل إن لم يكن ثلاث مناطق من أصل 13، وهو أمر غير مسبوق في البلاد. وتبدو زعيمة الحزب مارين لوبن الأوفر حظاً في الشمال (نور با دي كاليه بيكاردي) بينما تتصدر ابنة شقيقتها ماريون ماريشال لوبن استطلاعات الرأي في الجنوب (بروفانس الب-كوت دازور). وأكد استطلاع للرأي نشرت نتائجه في اليوم الأخير للحملة أول من أمس (الجمعة)، نتائج سلسلة من الاستطلاعات السابقة رجّحت تقدم "الجبهة الوطنية" في الدورة الأولى من الاقتراع في ست مناطق وفوزه في ثلاث في الدورة الثانية التي ستجرى في 13 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. ويشير هذا الاستطلاع إلى أن حزب الجبهة الوطنية يتمتع ب30 في المئة من نوايا التصويت على المستوى الوطني، متقدماً على "حزب الجمهوريين" (معارضة) بزعامة الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي وحلفائه الوسطيين (29 في المئة)، فيما يأتي "الاشتراكيون" بزعامة الرئيس فرنسوا هولاند في المرتبة الثالثة (22 في المئة). وسيكون حزب "الجبهة الوطنية" قادراً على الانتقال إلى الدورة الثانية في كل المناطق. وتجرى هذه الانتخابات في بلد يخضع لحال الطوارئ التي تفرض تعزيز الإجراءات الأمنية حول مراكز التصويت خصوصاً في العاصمة. وطغت الاعتداءات التي وقعت في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على الحملة الانتخابية وساهمت إلى حد كبير في خلط الانقسامات السياسية التقليدية في أجواء تجمع بين التأمل والدعوات إلى "الحرب" على تنظيم "داعش" وتجديد الرموز الوطنية. وبدا حزب مارين لوبن في وضع مريح في خطابه القومي المعادي للهجرة بعد الكشف عن أن اثنين من المهاجمين تسللوا إلى فرنسا مع مهاجرين قدموا من اليونان. في المقابل لم يتمكن الاشتراكيون الحاكمون من الاستفادة حتى الآن من ارتفاع شعبية الرئيس فرنسوا هولاند الذي لقيت تحركاته على صعيد الأمن تأييداً واسعاً من قبل الرأي العام. أما حزب "الجمهوريون" الذي يقوده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، فيبدو منقسما بشأن الوحدة الوطنية منذ الاعتداءات، بينما تبنى هولاند عدداً من مقترحاته في مجال مكافحة الإرهاب. وهذه الانتخابات هي الاخيرة المقررة في فرنسا قبل الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 2017، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مارين لوبن في الدورة الأولى منه.