أعلنت تركيا استعدادها لاتخاذ "أي إجراء طارئ" لتأمين حدودها مع سوريا تزامنا مع تقارير عن اجتماع أمني مرتقب لكبار المسؤولين الأتراك لبحث إمكانية القيام بعمل عسكري داخل جارتها الجنوبية. وتقول وسائل إعلام تركية إن مجلس الأمن القومي التركي سيعقد اجتماعا الاثنين لدراسة إمكانية تنفيذ عملية عسكرية شمالي سوريا من أجل إنشاء منطقة عازلة. وأوردت صحيفة "حرييت" التركية أن 12 ألف جندي تركي جاهزون للتدخل في سوريا "لإقامة منطقة أمنية" من أجل حماية الحدود التركية من "تهديدات المتطرفين". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو إن بلاده مستعدة لاتخاذ أي إجراء طارئ من أجل تأمين حدودها الممتدة ل900 كيلومتر مع سوريا. لكن تقارير إعلامية كردية حذرت من أن أي عملية محتملة قد تهدف إلى وقف تقدم قوات وحدات حماية الشعب الكردية في المناطق السورية المحاذية للحدود مع تركيا. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن أنقرة لن تسمح أبدا بإنشاء دولة كردية في شمالي سوريا. وقال أردوغان "سيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة." ويستبعد محللون أن تحدث مواجهات مباشرة وعلنية بين الأتراك والأكراد داخل سوريا، إذ أن ذلك قد يثير غضب الأكراد في تركيا. ويتهم حزب الشعوب الديمقراطي التركي - الداعم لقضايا الأكراد - أنقرة بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية" للنيل من الانتصارات التي تحققها وحدات حماية الشعب الكردية داخل الأراضي السورية. وتمكن حزب الشعوب الديمقراطي من الفوز ب80 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي، ليدخل البرلمان التركي للمرة الأولى منذ تأسيسه. وفي غضون ذلك، قالت وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) السورية إن مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" قتلوا 466 شخصا - نصفهم من المدنيين والنصف الآخر من المسلحين الأكراد - خلال اشتباكات دارت على مدى ثلاثة أيام. وكان الأكراد قد أعلنوا السبت أنهم تمكنوا من طرد مسلحي التنظيم المتشدد بعد دخولهم المدينة لأول مرة منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وشن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوما مفاجئا الخميس على المدينة، التي تقع على الحدود مع تركيا.