باءت محاولات إخماد حرائق خزانات ميناء الزيت في البريقة بمدينة عدن اليمنية بالفشل بسبب الرياح. وأطلق سكان عدن نداء استغاثة، مطالبين بضرورة التدخل العاجل للطيران لإخمادها بعد أن خرج الأمر عن السيطرة، محذرين من انتقال النيران باتجاه خزانات جديدة وشبكة الأنابيب، ما يعني أن ألسنة النيران قد تلتهم كل المنشأة في حال لم تتم محاصرتها. وأظهر قصف ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح ميناء الزيت بالبريقة نوايا المتمردين في إجبار سفن الإغاثة على التوجه إلى الموانئ التي يسيطرون عليها في الحديدة والمخا، بهدف وضع يدهم على مواد الإغاثة الإنسانية المرسلة وتوزيعها بالطريقة التي يرونها مناسبة. وتسعى ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لتضييق الخناق على الموالين للشرعية اليمنية في المحافظات المنتفضة ضد انقلابهم. ويعد استغلال مواد الإغاثة واحتكار توزيعها جزءاً لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية. ميناء الزيت بالبريقة قرب عدن هو الميناء الوحيد لاستقبال المساعدات الإنسانية، ويضم خزانات الغاز والبترول، ولذلك استهدفه الحوثيون لمنع سفن إغاثة من الرسو فيه. وأصدر الحوثيون تحذيرات صوتية لسفينة إغاثة: "ميناء البريقة ممنوع الاقتراب أو سيتم الضرب". وبعد ابتعاد السفينة عن الميناء، تم استهدافه من الميليشيات بصورة مكثفة، ما تسبب في حريق كبير في خزانات الوقود. الحادثة ليست الأولى، فقد سبق للمتمردين الحوثيين أن سيطروا على أعداد من قوافل الإغاثة التي كانت في طريقها إلى بعض المحافظات الجنوبية، وغيروا وجهتها إلى مستودعات أعدوها مسبقا لتوزيعها على ميليشياتهم وأسر القيادات الحوثية والتابعين للمخلوع صالح. بعض كبار التجار أفادوا بتحويل الحوثيين جزءا كبيرا من هذه المواد وبيعها في الأسواق على المواطنين بمبالغ باهظة تدخل خزينة جماعة الحوثي. وسجل بعض المراقبين الدوليين التابعين لمؤسسات إغاثة إنسانية هذه الخروقات.