في وقت تمكن تنظيم داعش من فرض سيطرته على نصف الأراضي السورية غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الأثرية في وسط سورية، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، إلى بذل جهود دولية جديدة للتوصل إلى اتفاق سلام في سورية، قائلا إن استيلاء تنظيم داعش على مدينة تدمر التاريخية يؤكد انهيار نظام بشار الأسد. وقال بعد قمة للاتحاد الأوروبي في ريجا "ندعو مجددا إلى الإعداد لجنيف جديدة"، في إشارة إلى مؤتمرات سابقة كانت تهدف إلى عملية انتقال سياسي من نظام الأسد إلى المعارضة. وأضاف "مع وجود نظام ضعف بشدة، ومع وجود بشار الأسد الذي لا يمكن أن يكون مستقبل سورية يجب أن نبني دولة جديدة تتخلص بالطبع من النظام ومن بشار الأسد، وأيضا وقبل كل شيء من إرهابيي داعش". من ناحية ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "سيطرة التنظيم على 50% من مساحة سورية، فضلا عن سيطرة فصائل المعارضة على نحو 28% من المساحة في مناطق متعددة، تعني أن النظام لا يمسك إلا ب22% فقط من المساحة المتبقية". وأفاد المرصد بأن تنظيم داعش بات حاليا مسيطرا على نحو 95 ألف كيلومتر مربع من المساحة الإجمالية لسورية، كما أنه يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سورية، فيما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة. وفي الغضون، أكدت تقارير أن سيطرة "داعش" على نصف الأراضي السورية أفقدت نظام الأسد آخر المعابر مع العراق ممثلا في معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية، لافتة إلى أن كل المعابر الحدودية مع العراق باتت خارج سلطة النظام، إذ يخضع معبر البوكمال في ريف دير الزور "شرق" الواصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية لسيطرة التنظيم أيضا، فيما يخضع معبر اليعربية "تل كوجر" في الحسكة "شمال شرق" الذي يربط بين بلدتي اليعربية السورية وربيعة العراقية، لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. وأشارت التقارير إلى خسارة النظام مطلع أبريل الماضي معبر نصيب الحدودي مع الأردن في محافظة درعا "جنوب" بعد سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة. إلى ذلك، سيطرت فصائل المعارضة السورية بشكل كامل أمس، على مستشفى جسر الشغور في مدينة إدلب بشمال غرب البلاد، حيث كان يتحصن أكثر من 150 عنصرا ومسلحا مواليا لنظام بشار الأسد مع مدنيين من أفراد عائلاتهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "إن فصائل المعارضة سيطرت على المستشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور بشكل كامل بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين كانوا محاصرين في الداخل" منذ حوالي شهر. وأضاف أن "العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين". وكانت مدينة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية سقطت في أيدي مقاتلي المعارضة في 25 أبريل الماضي، وتحصن حوالي 150 جنديا في مستشفى المدينة. وكان يوجد في المستشفى كذلك عشرات المدنيين من عائلات الجنود والمسلحين، وفي ال6 من مايو الجاري توعد بشار الأسد فصائل المعارضة التي تحاصر المستشفى إلا أن المواجهات أكدت تراجع قوات الأسد بدرجة كبيرة.