تحقق الهيئة الملكية بالجبيل بالتعاون مع لجنة طبية من صحة المنطقة الشرقية في حادثة خطأ طبي حدثت داخل أسوار مستشفى الهيئة بالجبيل، وراح ضحيتها سيدة سعودية وطفلتها الوليدة، إثر إجرائها لعملية ولادة قيصرية، وفي التفاصيل التي رواها زوج المتوفاة ل»المدينة» فإنه أحضر زوجته لطوارئ المستشفى إثر شعورها ببعض الآﻻم، وكانت حاملاً في الشهر السابع، وأضاف: عند وصولنا أبلغني الأطباء بضرورة إجراء عملية قيصرية لإخراج الجنين. عقب ذلك تم إدخالها إلى غرفة العمليات، وخلال ساعة تم إخراج الجنين، وأبلغوني بأن صحة الطفلة غير مستقرة، وستوضع بقسم العناية لحديثي الوﻻدة، وأن الأم حالتها مستقرة، وتحتاج لوقت بسيط للإفاقة، ومن ثم إخراجها لقسم التنويم. وتابع: انتظرنا إفاقة الأم إﻻّ أن ذلك لم يتم، وأخذ الوقت يطول، وبدأ الأطباء في خلق الأعذار قائلين بأن الإفاقة تحتاج لمزيد من الوقت، وطالبونا بالانتظار، لكن الأم لم تفِق؛ الأمر الذي تسبب في حالة ارتباك واضحة على بعض الأطباء، فيما بدأت أنا أشعر بالقلق الشديد، ودخلت في حالة نفسية سيئة، وفوجئت بحالة استنفار واستدعاء لجميع الأطباء، في إشارة إلى أن أمرًا غير طبيعي قد حدث، ممّا زاد الأمر سوءًا بالنسبة لي. وأضاف: حاولت أخذ إجابة من أحد الأطباء علّه يطمئنني عن حالة زوجتي، إلاّ أن أقوالهم تضاربت، فأحدهم أخبرني أنها دخلت في غيبوبة، وآخر يحاول تهدئتي بأنها مسألة وقت حتى تفيق، وثالث يقول بأن نبضات القلب لدى الأم متسارعة، وبقيت على هذه الحال منذ الساعة السادسة والنصف مساءً، وحتى الثانية فجرًا، وكل هذا الوقت وأنا لا أعلم ما الذي حدث لزوجتي وجنينها. وتابع الزوج: عند الثانية والنصف فجرًا أبلغوني بأنها انتقلت إلى رحمة الله، طالبين مني الصبر واﻻحتساب. وقد راجعتهم اليوم الثاني لطلب تقارير طبية للاطلاع عليها، إﻻّ أنهم -وللأسف الشديد- أفادوني بأنها ستكون بعد أربعة أيام. وأردف: مضى حتى الآن أكثر من عشرة أيام ولم نحصل على التقرير. علمًا أن زوجتي -رحمها الله- كانت تجري فحوصات ومراجعات بعيادة الحوامل بالمراكز الصحية التابعة للهيئة، وأجرت تحاليل دم بمختبر المستشفى نفسه، وكان بإمكانهم معرفة أي مشكلات لديها من خلال التحاليل والمراجعات السابقة إن وجدت. وأكمل: بقيت مولودتي في قسم حديثي الوﻻدة لديهم، وحالتها حرجة، وطالبتهم بإعداد تقرير طبي عن حالتها منذ وﻻدتها، ولم يتم إعداده إلى أن توفيت هي الأخرى أمس الأول. مطالبًا بتدخل الجهات المسؤولة والمسؤولين «والكشف عن المتسبب في وفاة زوجته وطفلته، ومحاسبتهم». «المدينة» تواصلت مع إدارة العلاقات العامة بالهيئة الملكية للتعليق على هذه الحادثة: فأفادت بأن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تولي رعاية وسلامة المرضى في مرافقها الصحية اهتمامًا كبيرًا، وأضافت بأنه بخصوص هذه الحالة فقد قام برنامج الخدمات الصحية بالتحقيق مع جميع المعنيين منذ البداية، وما زال التحقيق جاريًا بالتنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية وفقًا للإجراءات الصحية المتبعة في مثل هذه الحالات.