- ألقت مجلة "تايم" الأمريكية الضوء على أهم إنجازات سمو الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، معتبرةً أن نجاح برنامج المملكة الخاص بمكافحة الإرهاب والطفرة التي شهدتها قوات المملكة الخاصة في عهده؛ تؤكد أنه جدير بالمنصب الذي اختاره من أجله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وبعد أن وصفت المجلة الأمريكية القوات الخاصة بأنها جديرة بلقب "المارد الذي لا يعلم مدى قوته أحد"؛ ذكرت أن ما تعرضت له المملكة في (12 مايو 2003) -من اعتداءات إرهابية بدأت بهجوم شنه تنظيم القاعدة على أحد المجمعات السكنية في الرياض، وتسبب في مقتل 36 شخصًا منهم 9 أمريكيين، وما أعقبه من هجمات إرهابية متفرقة بسيارات مفخخة وعمليات انتحارية هزت الأمن الذي طالما تمتعت به المملكة منذ عقود- كان بمنزلة شرارة التحذير التي أنبأت المسؤولين بالمملكة بأن عليهم التحرك بسرعة لمواجهة مثل تلك الاعتداءات الغادرة. وسرعان ما شدد تنظيم القاعدة حملته الراغبة في زعزعة أمن المملكة، ليشهد عام 2004 نحو 60 هجومًا إرهابيًّا في مناطق مختلفة بالمملكة. وهبّت الحكومة السعودية حينها -متمثلةً في وزارة الداخلية- لشن حملة موسعة في ربوع المملكة كافةً من أجل اجتثاث شأفة هؤلاء الإرهابيين. وبالفعل تمكنت القوات الخاصة، خلال 3 سنوات، من القضاء على خطر تنظيم القاعدة؛ وذلك بفضل حملة الاعتقالات والمداهمات الواسعة التي شنتها القوات على جميع العناصر التابعة للتنظيم. ولم تكتف القوات الخاصة بهذا الإنجاز، بل عملت خلال عامي 2006 و2007 على شن حملات وقائية أيضًا من أجل ضمان عدم عودة أفراد التنظيم إلى المملكة. ولفتت المجلة إلى أن القوات الخاصة حصَّلت كثيرًا من الدروس المهمة من خلال تلك التجربة القاسية التي خاضتها منذ عام 2003 إلى عام 2007، وأن تلك الدروس شكلت لب المنهج الذي أصبحت تلك القوات تعلمه لأفرادها اليوم. وفق "عاجل". وأوضحت "تايمز" أن جميع أفراد القوات الخاصة الذين يقدر عددهم بنحو 10 آلاف، أصبحوا يخضعون اليوم لبرنامج تدريبي قاسٍ تم تصميمه خصيصًا لضمان تمكُّن جميع أفراد القوات الخاصة من التصدي لأي حدث طارئ، سواء كان هذا الحدث هجومًا على موكب إحدى الشخصيات المهمة، أو البحث عن رهائن واستعادتهم، أو تفكيك قنبلة، أو شن هجوم على وكر يتحصن به بعض الإرهابيين المسلحين، أو تحديد مكان معين للهبوط بالمظلات، أو إطلاق نار لإصابة أهداف دقيقة، أو مراقبة أهداف بعينها. وأفادت المجلة الأمريكية بأنها حصلت في (مارس 2013) على إذن من المسؤولين السعوديين بزيارة أحد مواقع تدريب القوات الخاصة، وقد أذهلها بالفعل دقة التدريب الذي يخضع له جميع أفراد تلك القوات، والتقنيات العالية التي تم استخدامها. وقالت المجلة إن المكان أُعِد بدقة لتوفير جميع أنواع التدريبات التي قد تحتاج لها القوات الخاصة؛ من أجل مواجهة جميع أنواع الاعتداءات الإرهابية. ويستغرق التدريب الأوَّلي للأفراد الجدد 3 أشهر، ثم يخضع المتدربون لدورة ثانية تستغرق شهرًا لتلقي تدريبات أمنية أساسية، ثم يخضع الجميع لدورة ثالثة قد تستغرق من شهرين إلى 7 أشهر؛ وذلك لتلقي مزيد من التدريبات المتخصصة. ويولي المسؤولون عن التدريبات، المتفجرات اهتمامًا خاصًّا؛ نظرًا إلى كثرة لجوء الإرهابيين إليها، ولسهولة زرعها داخل أي مكان. وفي النهاية، أكدت المجلة أن المملكة لا تألو جهدًا في سبيل مواجهة جميع العناصر الإرهابية الذين لا يهمهم شيء سوى إلحاق الضرر بالمملكة وأهلها. يُذكَر أن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وُلد عام 1959م، وهو الابن الثاني للأمير نايف بن عبدالعزيز. وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرًا ملكيًّا بتعيينه وليًّا لولي العهد، ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصبه وزيرًا للداخلية. ودرس الأمير محمد مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981م، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب. وصدر أمر ملكي في مايو 1999م بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة، ومُدِّدت خدماته 4 سنوات قبل أن يصدر أمر ملكي آخر بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير في عام 2005م. وعُين في نوفمبر من عام 2012م، وزيرًا للداخلية، خلفًا للأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي كان أعفي من منصبه بناءً على طلبه. تجدر الإشارة إلى أن الأمير محمد بن نايف كان قد تعرض في 27 أغسطس 2009 لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب ادَّعى أنه يرغب في تسليم نفسه؛ إذ فجَّر نفسه عبر هاتف جوال، وتناثر جسد المنتحر إلى أشلاء، فيما أصيب الأمير محمد بجروح طفيفة.