أعاد تنفيذ حكم القتل ببرماوية في مكةالمكرمة الثلاثاء الماضي، المطالبة بنقل موقع تنفيذ الأحكام في مكة من الساحة المجاورة لمسجد السيدة عائشة (التنعيم)، الذي يحرم منه المعتمرون ويشهد ازدحاما منذ بدء موسم العمرة. ففي الموقع الذي يعتبر ساحة صغيرة تتزاحم فيها حافلات الركاب، يصدم المعتمرون وخاصة الذين يأتون إلى السعودية للمرة الأولى، بتنفيذ الأحكام، وهو آخر ما كانوا يتوقعون حدوثه أمام أعينهم مباشرة، بعد شروعهم في الإحرام قاصدين بيت الله الحرام، فتتضارب مشاعرهم وتتحول من فرح إلى خوف وحزن. وفيما انتشر مقطع فيديو عن تنفيذ الحكم بالبرماوية، طالبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكةالمكرمة بمعاقبة مصور المقطع، محملة الجهات الأمنية مسؤولية انتشاره. حمّلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمكة، الجهات الأمنية مسؤولية انتشار مقطع فيديو يظهر إنفاذ حكم القتل تعزيرا أمس الأول بحق وافدة برماوية بسبب قتلها طفلة زوجها، مشددة على معاقبة مصور المقطع. وأوضح عضو الجمعية الدكتور محمد السهلي وفقا لصحيفة مكة، أنه كان الأولى بالجهات المنفذة للحكم بحق الجانية أن يكونوا أعدوا مسبقا قبل تنفيذ الحكم ما يضمن عدم تسريب مثل تلك المقاطع من خلال نشر المخبرين السريين بالموقع، مشددا على أهمية تتبع الجهات المسؤولة وذات العلاقة مصدر المقطع ومثوله للتحقيق وإنزال أقصى عقوبة بحقه، كون فعلته تندرج ضمن الجرائم الالكترونية. وأردف بأن النظام يكفل لذوي الجانية حق رفع دعوى والمطالبة بمقاضاة كل من تسبب في إلحاق الأذى بهم عبر المقطع المصور سواء من صوره أو من عمدوا إلى نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن من نشروا الفيديو لا يقلون جنحة عن مصور مشهد إنفاذ حكم القتل التعزيري. وتابع السهلي أن الأحداث التي صاحبت تنفيذ الحكم من تمدد القاتلة على الأرض وعلو صرخاتها، أمر طبيعي جاءت نتيجة رهبة الموقف، مشيرا إلى أن تنازل أهل الدم في مثل هذه الحالات غير مقبول لبشاعة قتل طفلتهم. وكانت الجهات المسؤولة نفذت حكما بالقتل تعزيرا بوافدة برماوية أقدمت على قتل ابنة زوجها ذات السبعة أعوام بضربها بعصا حتى الموت. قال تعالى «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب»، وكثير من الناطقين باللغة العربية، لا يفهمون تفسير الآية الكريمة ويجهلون الحكمة الربانية من وراء تنفيذ أحكام الشريعة، وبالتأكيد يصعب على الأعاجم فهم التفسير اللفظي للآية، والمقاصد السامية من تشريع الأحكام.