في السابق كان من يريد ازعاج الاخر في المانيا يقول له ان رائحتك ثوم مثل رائحة الاتراك( لكثرة تناولهم للثوم) الا ان الوضع اختلف تماما اليوم لان الثوم تحول الى وصفة طبية مهمة، عدا عن ذلك أدرك الكثير من الالمان ان الثوم يزيد طعم الطعام لذة. ومع ان رائحة الثوم خاصة في فصل الصيف وبالتحديد في أماكن مغلقة تسبب ازعاجا كبيرا لكن الكثيرين لا يعطون أهمية كبيرة لذلك اليوم بعد اكتشاف فوائد الثوم الكبيرة طبيا. اذ اشار بحث طبي أجرته مؤسسة البحوث الغذائية ببرلين الى ان الثوم يستحق ان يحتل مكانا في صيدلية المنزل، فقد استخدم منذ الازل لعلاج العديد من الامراض، بدءا من السعال والرشح وحتى الاسهالات. والخصائص الطبية للثوم لم تثبت علميا الا في الاوانة الاخيرة، ما دفع الكثير من الباحثين الى التركيز في بحوثهم على امكانية استخدام الثوم في علاج أمراض كالسكري والقلب والاصابات الجرثومية، وهي أمراض تميز بها القرنين العشرين والواحد والعشرين . فالابحاث الكثيرة اشارت الى ان تناول الثوم بشكل منتظم ان في الطعام او على شكل اقراص او ممزوج بالملح او طازج يمكنه ان يضبط معدل السكري في الدم ويخفض بشكل كبير من مستوى الكولسترول. والثوم يحتوي على أحد مضادات التخثر المعروف باسم ادينوسينAdenoisine الذي يحول دون تشكل الخثرات الدموي مما يمكن ان يقلل من امكانية الاصابة بالنوبات القلبية او السكتة الدماغية. كا ان للاليسينAllicin وهو عنصر نشط يوجد في زيت فصوص الثوم المسحوقة، خصائص مضادة للبكتيريا، ثبت انها تعيق نمو أنواع متعددة من الفطريات التي تشكل أحد أنواع التهاب السحايا، واصابة خمائر المهبل. ويقول نفس البحث مع ان التجارب مازالت ناقصة للتعمق في مدى فائدة الثوم، خاصة الكميات الفعالة التي يجب على المرء تناولها، لكن احد البحاثة الالمان حصل على نتائج جيدة لدى بعض مرضى السكري عن طريق إعطائهم ما يعادل نصف رأس من الثوم الطازج كل يوم. رغم ذلك فان القلة من الاطباء ينصحون مرضاهم بتناول كمية محددة من الثوم يوميا وبشكل منتظم. عدا عن ذلك فان تناول فص واحد من الثوم يوميا لا يضر، فهو على كل الاحوال من المواد الغذائية التي لها فوائد كبيرة ولا تستغني عنها المطابخ في كل الازمان والاماكن، لكن على من يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي عدم اكل الثوم طازجا بل مطبوخا على شكل اقراص، فعند تحضيره طبيا يتم ازالة المواد المهيجة للمعدة او الامعاء فيه.