ارتفعت وتيرة القتل في سورية مع اقتراب الانتفاضة على النظام من اكمال شهرها السادس. وسقط في الساعات ال48 الماضية 31 قتيلاً وعشرات الجرحى ليتجاوز العدد الاجمالي للضحايا منذ 17 آذار (مارس) الماضي 2200 قتيل من دون احتساب الذين سقطوا من الجيش ورجال الامن. وقال ناشطون ان ماكينة القتل مستمرة من دون ان توقفها اجراءات اميركية واوروبية لمعاقبة اركان النظام وآخرها منع وصول النفط السوري الى الاتحاد الاوروبي والتعامل مع اربع شخصيات تجارية، بينهم رئيسا غرفة تجارة وصناعة دمشق عماد غرايواتي وحلب فارس الشهابي وطريف الأخرس احد ابرز تجار حمص وقريب زوجة الرئيس السيدة اسماء الاخرس. ولم يمنع تشييع شهداء «جمعة الموت ولا المذلة» قوات الامن من قتل 10 اشخاص وجرح آخرين قال ناشطون انهم سقطوا خلال اقتحام قوات عسكرية وأمنية قرى وبلدات في مختلف انحاء سورية في وقت تحدث «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن النظام أدخل الطائرات الحربية لإشاعة الخوف في قلوب السوريين ومحاولة اخضاعهم ومنعهم من التظاهر، وحلقت الطائرات الحربية فوق مدن وقرى على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت. وارتفع عدد من سقطوا ضحية القمع خلال ال 48 ساعة الاخيرة الى 31 شخصاً، بعدما قُتل 21 في «جمعة الموت ولا المذلة» تسعة منهم في محافظة ريف دمشق وتسعة في محافظة حمص وثلاثة في محافظة دير الزور». وذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة» أن «عدداً من الدبابات طوقت المتظاهرين وحشدت قوات الأمن 50 باصاً محملة بالشرطة والشبيحة لاقتحام بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف إدلب، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين بجروح». وأضاف: «قُتل ناشط سياسي من مدينة حماة في قرية معرة حرمة بالطريقة نفسها التي استشهد فيها الشهيدان السابقان حيث قام الجيش وهو ينسحب من القرية بإطلاق نار على المدنيين وهم يتفرجون عليهم». وأورد الاتحاد اسماء القتلى، وهم: إبراهيم حاصود، أنس الإسماعيل والناشط عبد الصمد سليمان عيسى. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن «هذا الاقتحام تم بحثاً عن مطلوبين متوارين عن الأنظار». وأضاف نقلاً عن ناشط من المنطقة «إن هذه العملية تجري بحثاً عن المحامي العام لمدينة حماة عدنان بكور، الذي أعلن استقالته في شريط مصور قبل أيام احتجاجاً على اعمال القمع في سورية «في ظل نظام الأسد وعصابته». وقال الناشط علي حسن من مدينة حماة لتلفزيون «العربية»، إن السلطات تشن حالياً حملة دهم واسعة في عدد من المدن بهدف البحث عن عدنان البكور، وأضاف «أن عناصر الأمن قتلوا في تلك الحملة عدداً من الأشخاص واعتقلوا العشرات». ولا تزال قوات النظام تستعين بالدبابات والمدرعات لقمع التظاهرات الليلية التي تجوب شوارع مناطق عدة خصوصاً القريبة من دمشق، او المناطق الحدودية مع الاردن او تركيا او العراق. وفي اليوم التالي لفرض الاتحاد الاوروبي تدابير عقابية على النظام السوري، من بينها منع واردات النفط لم يستبعد وزراء الخارجية الاوروبيون السبت فرض عقوبات جديدة على دمشق والسعي لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه: «اذا لم يتغير (الرئيس السوري) بشار الاسد، واذا لم يتغير النظام، سيتعين على اوروبا زيادة الضغط على سورية». واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون: «سنواصل ممارسة الضغوط والبحث عن وسائل للقيام بذلك»، مشيرة الى ان «المحادثات تتواصل». ووصل الى دمشق امس رئيس الصليب الاحمر الدولي جاكوب كلينبيرغر حيث من المقرر ان يلتقي الرئيس السوري بشار الاسد، كما قالت رئيسة بعثة الصليب الاحمر في دمشق ماريان غاسر لوكالة «فرانس برس». وعن الطلب، الذي قدمه كيلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، قالت رئيسة البعثة للوكالة: «تقدمنا في محادثاتنا مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من امكان البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية».