دعت فرنسا الى تسريع اجراءات التخلص من النظام السوري، بتصعيد الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يستجب للضغوط الدولية لوقف حملة القمع الدامية ضد مواطنيه. وقال وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه، السبت، بعد اجتماع مع نظرائه من الاتحاد الأوروبي في مدينة سوبوت البولندية: «لقد حاولنا أن ننصح بشار الأسد بإجراء عملية إصلاح. لم يستجب. لذلك نحتاج الآن إلى الإسراع من خطى تغيير النظام». وأضاف جوبيه أن هذا «يعني تغليظ العقوبات .. مواصلة العمل في الأممالمتحدة لضمان التوصل إلى إدانة أكثر صراحة للنظام السوري.. العمل مع المعارضة». وتعرقل روسيا والصين محاولات غربية لدفع مجلس الأمن الدولي لتبني عقوبات أكثر صرامة ضد سورية وهو موقف جرى تفسيره على أنه رد فعل عنيف ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي استخدم قرارا من الأممالمتحدة لقصف ليبيا. وقال جوبيه إنه ليس هناك «أي مجال لتدخل عسكري» في سورية. مقتل ثلاثة في احتجاجات جديدة وعلى الصعيد الميداني ذكر ناشطون السبت ان 3 اشخاص قتلوا وجرح آخرون خلال اقتحام قوات عسكرية وأمنية سورية بلدة في محافظة ادلب، شمال غرب سوريا ومنطقة حماة في الوسط. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان «عددا من الدبابات و50 باص أمن اقتحمت بلدة معرة حرمة الواقعة في ريف ادلب مما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 5 آخرين بجروح». واضاف «كما قتل ناشط سياسي من مدينة حماة في قرية معرة حرمة بالطريقة نفسها التي استشهد فيها الشهيدان السابقان حيث قام الجيش وهو ينسحب من القرية بإطلاق نار على المدنيين وهم يتفرجون عليهم». واورد الاتحاد اسماء القتلى وهم ابراهيم حاصود وانس الاسماعيل والناشط عبد الصمد سليمان عيسى. من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس السبت ان القوات الأمنية كانت تسعى إلى القبض على المدعي العام السابق في حماه المنشق «ان هذه العملية تجري بحثا عن المحامي العام لمدينة حماة عدنان بكور الذي أعلن استقالته في شريط مصور قبل أيام». وقبل أيام اعلن المدعي العام في مدينة حماة عدنان بكور استقالته من منصبه عبر شريط مصور احتجاجا على اعمال القمع في سوريا «في ظل نظام الاسد وعصابته». وأورد المحامي فظائع ارتكبتها قوات الأمن وميلشيا النظام، الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) قالت إن بكور قد اختطف وأنه أدلى بأقوال تحت التهديد لحسابات قنوات فضائية عربية. ولم تؤكد مصادر مستقلة ادعاءات الوكالة، بينما ظهر بكور مرة أخرى ليكذب الرواية الرسمية ويعلن أنه قد انشق بكامل إرادته. واضاف المرصد ان السلطات «وضعت اليوم جثمان مواطن من بلدة القصير التابعة لحافظة حمص (وسط) كان قيد الاعتقال منذ اكثر من شهر امام باب منزل ذويه وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده». ونقل المرصد عن ناشط من البلدة ان «ذوي الشاب كانوا قد رفضوا يوم امس الاول (الخميس) استلام جثمانه لان الجهات المختصة طلبت منهم توقيع اقرار بان الجماعات الارهابية هي التي قتلته». ويأتي ذلك غداة مقتل 21 شخصا في سوريا في «جمعة الموت ولا المذلة» بعد ان استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، رغم تزايد الضغوط الدولية، حسبما افاد مصدر حقوقي. واسفرت عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين منذ اندلاعها في منتصف اذار/مارس عن مقتل آلاف السوريين المحتجين. وتتهم السلطات «جماعات ارهابية مسلحة» بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات. بينما يتهم الثوار ميلشيا النظام بقتل رجال الأمن الذين يرفضون إطلاق النار على المدنيين العزل.