- لا شك بأن المدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، ديك كوستولوو يطرح على نفسه السؤال ذاته الذي يتبادر لأذهان المدراء حول العالم: أين يمكنني أن أرسم الخط الأحمر لما هو ممنوع؟ تأسس موقع تويتر على مفهوم توفير الديمقراطية للمعلومات، وقد استعمل الموقع لتنظيم المظاهرات وإسقاط حكم العديد من الرؤساء، بالإضافة إلى نشر الأخبار العاجلة وقت حدوثها. ولكن وخلال هذا الأسبوع انتشر فيديو عبر الموقع لعملية إعدام للصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف باسم "داعش". وهذا كان الخط الأحمر لمدير تويتر، إذ استنكر العملية في تغريدة له، وتوعد بإغلاق أي حساب ينشر ذلك الفيديو أو أي صورة لإعدام فولي، وهي حالة استثنائية للشركة التي نادراً ما تعلق على قضايا محددة. ويقول المحلل ماك أبراهام إن العديد من الحسابات التابعة لعناصر تنظيم "داعش" أغلقت خلال ما مضى من عشرة أيام، وأكد على أن الشركة أصبحت أكثر "هجومية" في اختيارها لما يشاهده مستخدموها، وفيما لو انتشرت رسالة عن غيرها بشكل غير استثنائي عبر الإنترنت. ولكن "داعش" يتفنن بإدارة حساباته في وسائل التواصل الاجتماعية، إذ يستخدم القائمون على حساباته وسوماً رائجة عند التغريد، حتى يدفعوا المستخدمين المتابعين لقضية أخرى إلى قراءة هذه التغريدات المشجعة على الانضمام إليهم. وفق "المرصد". كما قام التنظيم بإنشاء تطبيق يمكن عناصره من التغريد على حسابات المستخدمين الذي يسجلون للدخول إلى تويتر، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تصور بتقنية عالية الوضوح والتي تهدف إلى المناداة للانضمام إلى التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالأخص تويتر. وهنا يبدأ التساؤل مجدداً حول المسؤولية الواقعة على عاتق تويتر، هل تتجه لمصلحة المستخدمين؟ أم لحرية الحصول على المعلومات؟ أم لتحقيق واجب أخلاقي منوط بهذا كله؟ فالخطوط المرسومة بين تويتر كشركة تكنولوجية، أو كشركة إعلامية، تشهد اختفاءً تدريجياً، في الوقت الذي يرى فيه البعض بأن الشركة كانت محقة في إلغاء المشاهد المؤذية، بينما يتساءل آخرون فيما لو سيمتد الأمر ذاته لمحو صور تحركات أخرى غير "داعش". وفي زمن نشهد فيه الاحتفال بمدى حرية المعلومات المتداولة ومدى النجاح الذي شهدته وسائل التواصل، يتواصل الحوار حول تحقيق التوازن بين نشر المعلومات أو الاحترام الشامل للإنسانية، اتخذ تويتر مقعداً رئيسياً في هذا الحوار.