شهدت إسرائيل مؤخرًا انطلاق عدة مظاهرات نظمها إثيوبيون ضد ما زعموا أنه سوء معاملة السعوديين لهم في المملكة، انطلق بعضها أمام السفارة الإثيوبية بتل أبيب؛ حيث ردد المتظاهرون الذين حمل بعضهم الأعلام الإسرائيلية هتافات مناوئة للسعودية، مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بالتدخل. فيما جابت مظاهرات أخرى شوارع تل أبيب وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "أوقفوا قتل الإثيوبيين في السعودية"، و"أوقفوا العنف". يشار إلى أن أكثر من150 ألف إثيوبي يعيشون في إسرائيل الآن، يعملون في مختلف المهن المتدنية ويعانون العنصرية بشكل كبير، ويطلق عليهم يهود الفلاشا. وترتبط إسرائيل بعلاقات استراتيجية مع إثيوبيا منذ عشرات السنين، تعود تحديدًا إلى عام 1952، حيث كان استيراد البقر من إثيوبيا، هو أبرز الأنشطة العلنية، فيما كان ذلك غطاء لاستخدام إثيوبيا كقاعدة استخباراتية للموساد الإسرائيلي. وبدأت إسرائيل أواخر الخمسينيات في منح مساعدات لأديس أبابا وذلك عبر مشروعات فى مجالات الزراعة والصحة والتعليم وتدريب وتأهيل العمال. لكن الوجود العسكري الإسرائيلي بدأ في إثيوبيا عام 1966، حيث أصبح لتل أبيب وفد عسكري يتواجد بشكل دائم فى أديس أبابا، يتكون من 100 ضابط وقائد عسكري إسرائيلي. وكان هذا الوفد هو الأكبر عددًا في إثيوبيا بعد الوفد العسكري الأمريكي. ويرى خبراء الأمن الإسرائيليين أهمية قصوى لتواجدهم في إثيوبيا، حيث يستطيعون من هناك تنفيذ المخططات ضد العالم العربي، ولاسيما مصر والسودان، وليس أدل على ذلك من السدود التي يتم بناؤها بدعم إسرائيلي على مجرى النيل.