تجمع حوالى 120 من «الفلاشا مورا» يهود إثيوبيا الذين اعتنقوا فيما مضى المسيحية في كنيس صغير بني من أغصان الشجر والأغطية آملين الانضمام إلى عائلاتهم في إسرائيل. ويردد الحاخام المزامير أمام العلم الإسرائيلي ليردد بعده رجال ونساء تفصل بينهم ستارة قطنية وهم يتمايلون في حركة رتيبة إلى الأمام والوراء. فيما يعتمر الرجال قلنسوة تحمل نجمة داود زرقاء على خلفية بيضاء. فبعد الموجات الكبرى لهجرة الفلاشا (يهود إثيوبيا) إلى إسرائيل، طالب الفلاشا مورا، أي من أرغم منهم على اعتناق المسيحية في القرن التاسع عشر، بأن يستفيدوا بدورهم من «قانون العودة»، بعد أن بقي ثمانية آلاف منهم في ذلك البلد الواقع في القرن الأفريقي، ومعظمهم لهم أقارب وعائلات في إسرائيل. ووجه أمس قادة هذه الطائفة الصغيرة في مؤتمر صحافي في أديس أبابا دعوة جديدة للحكومة الإسرائيلية لتستقبلهم وفقا لوعود سابقة بحسب قولهم. وروى سيساي برهان رئيس جمعية بيت إسرائيل (يهود إثيوبيا) لصحافيين «إننا نعاني هنا وليس لدينا شيء. وقد توفي منا 300 شخص خلال السنة الماضية بسبب الأمراض وسوء التغذية. ولا نجد عملا». وأوضح الرجل الخمسيني وهو يعتمر القلنسوة (الكيبا) اليهودية أن «البرلمان الإسرائيلي منحنا إمكانية الذهاب إلى إسرائيل لكن ذلك لم يحصل: إن العائلات مشتتة ونحن نملأ الاستمارات بلا نتيجة». ويقول معظم الفلاشا مورا: إن لديهم أقارب في إسرائيل، وإن معظمهم في انتظار تأشيرة منذ خمس سنوات وإنهم تركوا كل شيء وأتوا إلى العاصمة الإثيوبية للاقتراب من سفارة إسرائيل. وقالت اماريش مولا (62 عاما) وقد طبع جبينها بوشم «إن والدتي توفيت هناك، ووالدي وأعمامي هناك، وكذلك ذهبت شقيقاتي الست وشقيقي منذ خمس سنوات، وأنا لا أستطيع الرحيل». وأكدت أن هذا الوشم «لا علاقة له بالديانة. إنها علامات جمالية نقوم بها في الريف». لكن قصة ايانيش تاسيو (66 عاما) مختلفة بعض الشيء. وهي تشرح أنها اعتنقت اليهودية؛ لأنها ترعرعت وسط عائلة من الفلاشا. وقالت «الآن أريد الالتحاق بعائلتي: لقد أنجبت 13 ولدا، ثمانية ماتوا والآخرون هم هناك. إني أطالب منذ خمس سنوات بالذهاب إلى إسرائيل؛ لأنني أريد الالتحاق بعائلتي قبل أن أموت». ويعيش أكثر من 120 ألف يهودي إثيوبي الآن في إسرائيل، 80 ألفا منهم ولدوا في افريقيا.