دعا العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، المجتمع الدولي إلى إخماد ما وصفها ب"الحرائق" التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، محذراً من أنها قد تمتد إلى العالم أجمع، مؤكداً أن مستقبل الأمن العالمي سيتشكل بناءً على ما يحدث الآن في المنطقة. ووصف الملك عبدالله، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، الأزمة السورية بأنها "كارثة دولية" على المستويين الإنساني والأمني، وقال إن "تصاعد العنف يهدد بتقويض ما تبقى من مستقبل اقتصادي وسياسي"، في الدولة العربية التي تشهد حرباً أهلية منذ ما يزيد على عامين ونصف. وتابع العاهل الأردني، فيما يتعلق بالأزمة السورية، قائلاً: "لقد سارع المتطرفون لتأجيج واستغلال الانقسامات العرقية والدينية في سوريا.. ويمكن لمثل هذا الأمر أن يقوض النهضة الإقليمية، وأن يعرّض الأمن العالمي للخطر.. وعليه، يترتب علينا جميعا مسؤولية رفض ومواجهة هذه القوى المدمرة." وتطرق الملك عبدالله إلى المؤتمر الذي استضافته المملكة الأردنية الشهر الماضي، والذي ضم أكثر من 100 من أبرز العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم، أدانوا "التحريض على الفتنة العرقية والطائفية"، واعتبروا أنه "يشكل تهديداً بحدق بالأمة الإسلامية، والإنسانية جمعاء." وأضاف: "لقد حان الوقت لتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، لإنهاء العنف وإراقة الدماء، وإزالة خطر الأسلحة الكيماوية، واستعادة الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وإشراك جميع السوريين.. في بناء مستقبل وطنهم." وفيما ذكر العاهل الأردني أن بلاده فتحت أذرعها للاجئين السوريين، والذين يقارب عددهم المليون لاجئ، أي ما يعادل نحو خمس سكان المملكة، رغم ظروفها الاقتصادية، فقد شدد على قوله إنه "لا يمكن أن يتحمل شعبي وحده عبء ذلك التحدي الإقليمي والعالمي." وعن الصراع العربي الإسرائيلي، دعا الملك عبدالله المجتمع الدولي إلى أن يعمل معاً من أجل إيجاد "حل سريع للقضية الجوهرية في المنطقة"، وقال إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "يغذي نيران التطرف في جميع أنحاء العالم"، فضلاً عن أنه يستنزف كافة الموارد التي يحتاجها بناء "مستقبل أفضل."