سماحة المفتي: قصر المرور بين يدي المصلين على المسجد الحرام

- أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن للمسجد الحرام خصوصية تجيز للطائفين ومرتادي المسجد المرور من بين يدي المصلي بخلاف المسجد النبوي والمساجد الأخرى، معللا ذلك بصعوبة تطبيق ذلك على المسجد الحرام الذي يشهد كثافة وزوارا وطائفين على مدار العام وخصوصا في مواسم العمرة والحج، وأن الاستثناء لا يشمل بقية المساجد بما فيها المسجد النبوي الشريف.
واستنكر سماحته رفع بعض المصلين أصواتهم بالذكر أثناء الصلاة، مسببين بذلك الإزعاج لمن حولهم من المصلين، مبينا أن أذكار الصلاة التشهد والتسبيح والركوع والقراءة ينبغي أن تقرأ بشكل سري لأن السنة جاءت بذلك، وأن الرفع بالصوت في الأذكار لم يشرع إلا بعد الصلاة، لافتا إلى أن الجهر بها يؤذي المصلين، مبينا أننا نهينا في القرآن أن يجهر بعضنا على بعض وأن يجهر قارئنا على مصلينا... فإلى التفاصيل:
قال الله (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، ما شروط إجابة الدعاء وهل هناك أوقات وحالات لإجابة الدعاء، أفتونا مأجورين؟
الدعاء عبادة لله يقول صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة)، وجاء (الدعاء مخ العبادة)، وقد أمرنا الله بدعائه ووعدنا بالإجابة، وأخبرنا عن القرب من داعيه فقال: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) وقال: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، فالدعاء عبادة وصرفه لغير الله شرك أكبر، فالذين يدعون الأموات والغائبين يدعون الملائكة والأنبياء والشياطين والجن، كل هؤلاء ضالون لأنهم عصوا الله وأشركوا معه غيره، قال تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون)، وقال: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير* إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)، فعليك أخي بدعاء الله والاطراح بين يديه ورجائه والاكثار من دعائه فكلما أكثرت من دعاء الله ازددت قربا منه، يقول الله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) ثم تهدد الذين يعرضون عن دعائه (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)، فالله من كرمه وجوده أمرك بدعائه ووعدك الاستجابة فكلما دعوته واضطررت إليه ازددت قربا وحبا بخلاف المخلوق فكلما احتجت إليه ازددت منه بعدا وكراهية، وإن أعطاك فعن منة وقلة، أما ربك فكلما دعوته ازددت منه قربا وازددت من كرمه وفضله، وكلما أعرضت عن دعائه كرهك وعذبك، فعليك أن تدعو ربك وترجوه وتؤمل فيه، أما عن شروط الدعاء فالله وعد الداعي بالإجابة بشرط أن يكون الدعاء دعاء لاعدوان ولا إثم فيه، لأن الله يقول (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) فالاعتداء في الدعاء بأن يسأل ماليس له به شأن بأن يسأل ربه أن يجعل عمره مديدا إلى يوم القيامة كما سأل ابليس ذلك، أو يدعو ربه أن يكون نبيا أو نحو ذلك من الامور التي لا تليق عدوان في الدعاء، سمع سعد بن أبي وقاص ابنه يسأل ربه اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة، فقال يا بني سل الله الجنة فإنك إن دخلتها فقد نلت خيرا كثيرا، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي في آخر الزمان أقوام يعتدون في الوضوء والدعاء)، فيا أخي إذا أردت استجابة دعائك فاعلم أنه لابد من أسباب فمنها أن تكون صادقا في دعائك موقنا بأن الله يراك ويعلم سرك وعلانيتك، وفي الحديث (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب الدعاء من قلب لاه ساه).
أسباب قبول الدعاء
وماهي أسباب قبول الدعاء؟
ومن أسباب القبول أيضا ألا تستعجل في الإجابة، ادع ربك أما تحقق الاجابة فدعها إلى الله فالله يقدر الامور (قد جعل الله لكل شيء قدرا) علم الاجابة وتقدير وقتها ليس إليك هذا إلى الله علمه فإنك قد تظن ان تعجيلها خير لك وقد يكون في تعجيلها شر لك، عليك بالدعاء ودع امر الاجابة إلى الله، ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل)، قيل كيف ذلك، قال (يقول دعوت دعوت فلم يستجب لي فيستحسر ويترك الدعاء)، ومن أسباب الاجابة ايضا قوة الرغبة وعظيم الرجاء في دعائك ربك، أنت في رغبة ويقين جازم، ومن اسبابها أيضا أن تقدم بين يدي دعائك حمد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو الله بما أحببت، وتسأل الله بأسمائه وصفاته (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد المنان بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)، ثم اعلم أخي أنه ليس من لازم الدعاء الاجابة فقد تدعو ولا تجاب، ليس بخلا من ربك ولكن الله أعلم بحالك، فقد يختار الله لك عدم الاجابة لأن فيها تفويت مصلحة لك أو ضرر عليك، وتأخيرها خير لك، فربما ادخر لك في الاخرة اضعاف ما تتمناه وربما صرف عنك شيئا لا تدري عنه، فأنت ادع أما الاجابة فأمرها إلى الله، وقد يكون في التأخير فائدة، فالعبد إذا دعا لا يخلو من أمور إما أن تجاب دعوته وإما أن يؤجل له في الآخرة أضعاف أضعاف ذلك، وإما أن يصرف عنه سوء لا يعلمه، فعليك أخي بالدعاء وكل أمر الاجابة إلى الله، لو لم يكن من دعائك إلا تضرعك بين يدي ربك واقبالك عليه وقوة يقينك لكان هذا كافيا وافيا، ثم ان هناك معوقات تمنع إجابة الدعاء منها الاستعجال كما سبق ولبس الحرام وأكل الحرام والتقلب في الحرام يقول صلى الله عليه وسلم لما ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، (ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك) فاحذر أخي أن تدعو بإثم أو قطيعة رحم أو تعتدي في الدعاء واحذر أكل الحرام وتناوله، ثم اعلم أن للدعاء أوقاتا يرجى فيها قبول الدعاء وكل وقت يرجى فيه الدعاء (يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن) ولكن هناك أوقات لعلها أرجى وهي إما في السجود (فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) قال صلى الله عليه وسلم (وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) ومن الدعاء المستجاب آخر الليل فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه، ومنها ساعة صعود الإمام المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة من الجمعة حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة (وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه) ومنها الدعاء بين الاذان والإقامة فإن الدعاء حينها لا يرد، ومنها عند الأذان وكذلك عند نزول الغيث كل هذه أوقات يتحرى فيها الدعاء وكل ما عظم الرجاء وقويت الرغبة والالتجاء إلى الله كلما كان أقرب للقبول، فثق بالله واطمئن وصدق بوعد الله وارض بما قدر الله لك وأرجو الله أن يجعلنا وإياكم ممن عرف الحق فاتبعه.
قطع الصلاة
سمعت من أحد العلماء أن الصلاة تنقطع بمرور الكلب الاسود أو المرأة الحائض أو الحمار، فهل هذا صحيح؟
جاء في الحديث يقطع صلاة الرجل المرأة والحمار والكلب الاسود، قيل ما الفرق، قال الكلب الاسود شيطان، فإذا مرت المرأة بينه وبين سترته أو حمار أو كلب فإن ذلك يقطع صلاته، ولهذا نهي عن المرور بين يدي المصلي وأمر المصلي أن يرد من مر بين يديه يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يمر فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان)، وحذر من المرور بين يدي المصلي فقال صلى الله عليه وسلم (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه من الاثم لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يدي المصلي) قال أبو النضر لا أدري 40 يوما أم شهرا أم سنة، المقصود أن المصلي يسن له أن يضع أمامه سترة إذا كان يصلي وحده تحفظ عليه صلاته ولا يمكن أحدا من المرور بينه وبين سترته فإن مرت امرأة أو كلب أو حمار قطعت صلاته وإن مر رجل منعه على قدر استطاعته فإن لم يمتثل ومضى فالصلاة صحيحة.
الحكمة والعلة
ما الحكمة والعلة في قطع المرأة لصلاة الرجل؟
الله أعلم قد يكون الأمر حساسا تمر المرأة ربما ينظر ليها فتشغل قلبه فتلهيه عما هو فيه.
المسافة الجائزة
وما المسافة التي لا تنقطع فيها الصلاة إذا مرت هذه الأشياء من أمامي؟
مقدار ثلاثة أذرع.
اضطجاع المرأة
ماذا عن اضطجاع المرأة أمام زوجها وهو ويصلي هل تنقطع صلاته؟
تقول عائشة رضي الله عنها (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة بين يديه أمد رجلي فإذا سجد غمزني كففتهما فإذا قام مددتهما والبيوت يومئذ ليس لها مصابيح) أي إضاءة، فعائشة معترضة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والاعتراض ليس مرورا فإذا سجد غمزها كفت رجليها وإذا قام مدتهما، فدل على أن الاعتراض لا يسمى مرورا.
خصوصية الحرمين
وما حكم المرور بين يدي المصلي في الحرمين الشريفين، هل هناك خصوصية؟
أما المسجد الحرام فله خصوصية، بمعنى أن المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام لا يؤثر شيئا لأن الحرم لو طبق عليه ذلك لشق على الناس لكثرة الطائفين والمصلين، زاده الله أمنا واطمئنانا، أما المسجد النبوي فكما سمعنا في الحديث الشريف الذي سبق إيراد (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه من الاثم لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يدي المصلي).
المرور من غير قصد
هل يأثم من مر من غير قصد ولم يكن متعمدا؟
من مر من غير قصد وتعمد فهو لا شك أنه مخطئ في هذا الشيء، لكن الجاهل يعفى عنه، وإلا فهو مخطئ، ولهذا يقول العلماء لابد للمصلي أن تكون له سترة، فإذا كانت له سترة فإن المرور بين يديه حرام، ثم يختار موضعا بعيدا عن طريق الناس فلو أن المصلي صلى في طريق خروج الناس لأسقط حرمته لان وجوده في طريق الناس يعوق سيرهم وخروجهم من المسجد فلو مروا لكان هو الآثم لأنه صلى في مكان يضطر الناس لاستطراقه فينبغي للمصلي أن يكون بين يديه سترة ويكون في موضع بعيد عن استطراق الناس.
يعمل في محل تجاري
أعمل في محل تجاري مع زميل لي واتفق معنا صاحب العمل على ان نقتسم الدوام بيننا، سافر زميلي لقضاء اجازته السنوية فهل يجوز لي أن آخذ مكانه بحيث أتقاضى راتب زميلي دون علم صاحب العمل؟
المهم إذا كان اتفاق بينك وبين زميلك تقاسم الوقت بينكما سواء كنتما مقيمين أو مسافرين فالواجب ان تترك ذلك، لانك لو سافرت لقام مقامك، وهذا تبادل بينكم ولكل وضعه ومرتبه لأنكم اتفقتم على التقاسم مدة.
قضاء السنن
إذا لم استطع ان اصلي سنة الظهر القبلية في وقتها فهل أصليها قضاء؟
السنن الرواتب تقضى فالنبي صلى الله عليه وسلم لما شغل عن ركعتين بعد الظهر صلاهما بعد العصر فدل على ان السنن الراتبة اذا شغل الانسان في وقتها يقضيها.
الجهر في الأذكار
ألاحظ بعض المصلين يقوم بالجهر بالتكبير أثناء الصلاة وفي التشهد مما يفقد المصلين جواره خشوع الصلاة فهل هذا جائز؟
أذكار الصلاة التشهد والتسبيح والركوع والقراءة ينبغي للانسان الايؤذي غيره لان السنة فيها الاسرار، السنة ان نسر بتسبيح الركوع والسجود والتشهد ما شرع الرفع إلا بعد الصلاة أما اثناءها فالسنة لنا ان نسر بأذكار الركوع والسجود والتشهد والجلوس بين السجدتين أن نسر ولا نجهر بها فإن الجهر بها يؤذي من حولك، ولهذا نهينا في القرآن أن يجهر بعضنا على بعض وأن يجهر قارئنا على مصلينا.
الدعاء بعد الصلوات
هل يجوز الدعاء بعد الانتهاء من الصلوات المكتوبة؟
السنة بعد الصلاة أن نستغفر الله ثلاثا ونقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، لا إله الله ولا نعبد إلا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ثم يسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويكبره ثلاثا وثلاثين، ويختم بقوله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يقرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين ويكرر هذه السور بعد صلاتي الفجر والمغرب ثلاثا.
حضر بعد الركعة الأخيرة
حضرت إلى صلاة الجماعة بعد رفع الإمام من الركوع للركعة الأخيرة، فهل أنضم للجماعة أو أنتظر حتى يسلم الإمام فأصلي بمفردي أو أصلي مع جماعة ثانية؟
إن كنت تأمن جماعة تأتي قريبا منك يحضرون انتظرهم وإن كنت لا تثق بجماعة فادخل الصلاة على أي حال كانت.