حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من القول على الله بلا علم، واصفا أولئك بأنهم مفترون على الله الكذب. وقال إن القول على الله كبيرة من كبائر الذنوب ومفسدة تلي الشرك بالله تعالى، مشيرا إلى أن أصل الشرك بالله من القول على الله بلا علم، فالقائل على الله بلا علم مفتر للكذب، كما أنه مصيبة وبلية، مشددا على وجوب أن لا يقول المسلم على الله في الحلال والحرام إلا ما يعلم حقيقة أنه حلال، وأن يعتذر عما خفي عنه علمه، ولا يكلف نفسه ما لا يطيق.. فإلى التفاصيل: ما حكم القول على الله بغير علم؟ القول على الله بلا علم كبيرة من كبائر الذنوب، وهي مفسدة تلي الشرك بالله، قال الله مبينا مراتب المعاصي متدرجا من الأدنى إلى الأعلى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)، فأصل الشرك بالله من القول على الله بلا علم، فالقائل على الله بلا علم مفتر للكذب، قال الله: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)، وقال (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون)، فالقول على الله بلا علم مصيبة وبلية، فيجب على المسلم ألا يقول على الله في الحلال والحرام إلا ما يعلم حقيقة أنه حلال، وما خفي عنك علمه فاعتذر عنه ولا تحمل نفسك ما لا تطيق. الدعاء بين الأذان والإقامة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مشروعية الدعاء بين الأذان والإقامة، فهل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن نرفع اليدين أثناء الدعاء؟ قيل للإمام أحمد رحمه الله: هل تقول بين التكبير والإقامة شيئا؟، قال: لا هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قمت إلى الصلاة فليس هناك دعاء مخصوص، أما بين الأذان والإقامة فالدعاء مشروع، وهو محل إجابة الدعاء فادع الله بما أحببت، وإن رفعت يديك بين الأذان والإقامة تدعو، فذلك سنة ومن أسباب الإجابة، وأما إذا قمت للصلاة فلم يرد في ذلك دعاء مخصوص. المرور أمام المصلي يقال إن المرور أمام المصلي غير جائز، فهل يصح للمصلي أن يضع أي شيء أثناء صلاته منفردا؟ وما المسافة التي تكون بين المصلي وبين سترته؟ المرور بين يدي المصلي أمر منهي عنه شرعا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه في لفظ لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يدي المصلي، قال أبو النضر: قال أبو هريرة لا أدري أقال أربعين سنة أم شهرا أم يوما. على كل حال فهو وعيد على من مر بين يدي المصلي، وعلى المصلي أن يتخذ سترة أمامه ويدنو منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها. وتحديد المسافة ذكر أهل العلم أنها كممر الشاة، والمقصود أن يكون قريبا من سترته حتى لا يمر أحد بينه وبينها. تزوج من زوجة أخيه رجل تزوج من زوجة أخيه الميت بدون ولي أمرها، أي هي لم تستأذن أحدا من أهلها، وقد كتب عليها بدون مأذون شرعي، فما حكم هذا الزواج؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما امرأة نكحت بدون إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل»، وفي الحديث الآخر: «لا نكاح إلا بولي»، وعلى ذلك، فنكاح هذه المرأة نكاح باطل ويجب تجديد عقد النكاح. مقيم بمكة أنا مقيم بمكة ووالدتي في بلدي لم تحج، وذلك بسبب تكاليف السفر.. هل أحج عنها؟ إن كانت عاجزة لا تستطيع الحج لكبر سنها أو لمرض لا يرجى برؤه فحج عنها، وإن كانت قادرة ببدنها ولكن منعتها تكاليف السفر فلا يجزئ أن تحج عنها، والحج ليس واجبا عليها في هذه الحالة، وانتظر حتى ييسر الله أمرها. الصلاة في النعال هل الصلاة في النعال سنة يثاب فاعلها، وإذا كانت كذلك فكيف يمكن أن نعمل بهذه السنة في المساجد المفروشة؟ جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلوا في نعالكم خالفوا اليهود، رواه أبو داود في سننه في باب الصلاة في النعل، فبعض العلماء قال: عموم هذا الحديث يدل أن الصلاة في النعلين مستحبة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه دخول المسجد بالنعال والصلاة فيها، ولهذا لما صلى فيهما مرة أتاه جبريل وأخبره أن فيهما قذرا فخلعهما فخلع الناس نعالهم. فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته قال: ما حملكم على إلقاء نعالكم؟ قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا، وقال: إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما، وبعض العلماء قال: هذا لما كانت المساجد ترابية أما المبلطة والمفروشة فدخول الأحذية قد يحمل الأتربة والقاذورات في المسجد فيتسخ المسجد، فإذا كان كذلك فعدم الصلاة فيها أولى، وليس ذلك كرها للسنة حاشا، ولكن لما يترتب على الدخول بها في المساجد المفروشة من أن تنتقل من تلك الأحذية الوساخات، وأنت لا تستطيع التأكد من خلو النعل من القذر عند دخول المسجد. الذكر بعد الركوع هل الإمام إذا قال في الرفع من الركوع: الله أكبر بدلا من سمع الله لمن حمده يلزمه سجود السهو؟ السنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا لك الحمد، فبين صلى الله عليه وسلم أن الإمام إذا رفع رأسه من الركوع يقول: سمع الله لمن حمده، ولا يقول: الله أكبر، فإن قال: الله أكبر مقام سمع الله لمن حمده عامدا تبطل صلاته، وإن كان ساهيا جبر بسجود السهو فيسجد سجدتين قبل أن يسلم؛ لأن في هذا إخلالا بواجب من واجبات الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد، فجعل حق المأموم أن يقول: ربنا لك الحمد، ولا يقول: الله أكبر، والإمام يقول: سمع الله لمن حمده، فإن تركها ساهيا سجد سجدتين قبل أن يسلم جبرا لذلك الواجب الذي تركه. ربط كلبا فمات والدي ربط كلبا صغيرا من أجل تربيته فمات ذلك الكلب في رباطه، وأمي كذلك قتلت دجاجة من دون قصد فماذا عليهما؟، علما بأن والدي قد توفي، ووالدتي ما زالت على قيد الحياة؟ نسأل الله أن يتجاوز عن والدك وعن والدتك، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فالحيوانات عموما لا يجوز اقتناؤها إلا لمن يثق من نفسه القدرة على الرعاية والحماية لها، والكلب لا يجوز اقتناؤه إلا في ثلاث حالات، وهي: كلب الصيد، وكلب ماشية، أو حرث، لحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من اتخذ كلبا إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع نقص من أجره كل يوم قيراط، ومن يقتنون الطيور من حمام وغيره يخطئون أحيانا فيذهبون عن البيت فيموت الحيوان عطشا وجوعا، وكل هذا خطأ، الحيوان لا يجوز أن تحبسه إلا أن تطعمه وتسقيه، وتحافظ عليه، وأما أن تهمله وتضيعه فأنت بذلك مخطئ وآثم، وما دام والدتك لم تتعمد قتل تلك الدجاجة، وإنما قتلتها من غير قصد فلا حرج عليها إن شاء الله، ولعل الله أن يعفو عنها، وعليك بالاستغفار عن والدك والصدقة عنه والدعاء له لعل الله أن يعفو عنه. شاب تائب وعليه ديون أنا شاب تائب وعلي ديون ولم أستطع سداد تلك الديون، فهل توبتي صحيحة؟ توبتك صحيحة فيما بينك وبين الله، أما حقوق عباد الله، فلا بد من أدائها، فإن كنت قادرا على الوفاء فبادر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله، وأمر الدين عظيم، النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نستعيذ بالله من الدين، ففي الحديث: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن البخل والجبن ومن غلبة الدين وقهر الرجال، فعلى المسلم أن يتقي الله في حقوق العباد ويتخلص منها قبل القدوم على الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس فيكم قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: ولكن المفلس من يأتي يوم القيامة بأعمال أمثال الجبال، ويأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وشتم هذا وأكل مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار، وروح المؤمن معلقة بدينه، لكن إن عجز عن أداء دينه فينبغي أن ينظر إلى ميسرة، ولا يجوز لأرباب الدين أن يكلفوه بما لا يطيقه؛ لأن الله تعالى يقول: (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون)، فعليه الصبر والجد في طلب قضاء دينه ويستعين بالله عسى الله أن يعينه. الإطالة في جلسة الاستراحة يقول إذا أطال الواحد منا في جلسة الاستراحة هل يعتبر ذلك زيادة في الصلاة؟ وهل يسجد للسهو؟ الأصل أن جلسة الاستراحة عند من يقول بها هي جلسة خفيفة إذا قام من الأولى قائلا: الله أكبر ارتاح قليلا، وهكذا إذا قام من الثالثة، لحديث مالك بن حويرث الليثي رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا أخرجه البخاري في صحيحه والترمذي والنسائي في سننهما، والصحيح أن جلسة الاستراحة إنما تشرع في حق الكبير العاجز، وأما القادر فلا؛ لأن الذين وصفوا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا هذه الجلسة، وإنما جاءت في حديثين فقط؛ حديث مالك بن حويرث، وحديث وائل بن حجر، لكن العلماء المحققين قالوا: الأولى أن نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما فعلها عندما كبر في السن وثقل.