قديماً قالوا: "لا تقتل أحدٌ بسيف لسانك، فإن موت القلب أشد من موت الأجساد"، "وإن الكلمة كالرصاصة متى انطلقت لا تعود، فإذا انطلقت فلا مجال أبدا لاستعادتها أو منعها من جرح الآخرين أو قتلهم، ولا مجال لمنع ما حدث وإعادته للوراء كأن لم يكن"، وقال عليه الصلاة والسلام: (إن الرجل ليتكلم بالكلمه لا يرى بها بأسا يهوى بها سبعين خريفاً في النار).. اليوم قرأت قصة مؤلمة تبكي الحجر قبل البشر، يقول راوي القصة سمعت أن أحد المواطنين المصريين ممن تظهر عليه علامات قهر الزمان يقول لأحد الباعه: بكم كيلو البطاطس اليوم؟! فرد عليه البائع قائلاً: ب 7 جنيهات، فقال له الرجل: أيمكن أن تزن لى نصف كيلو ب 3 جنيهات لأني لا أملك غيرها، فنظر له البائع باحتقار وقال له: أذهب من هنا لا مجال للمتسولين، أنا عندي أن ألقي البطاطس أرضاً ولا أعطيها لك. فجاءت إبنة الرجل الصغيرة أمسكت بيد أبيها وقالت له: هيا يا أبى ليس من الضرورة العشاء اليوم، فنظر إليها أبيها بحزن شديد لم يرى مثله طيلة حياته، وفجأة انهمرت الدماء من أنفه وفمه وسقط على الأرض مغشياَ عليه وانقطعت أنفاسه، فاجتمع المارة حوله، وبعد دقائق نزل أحد الأطباء من عيادته الخاصة الموجودة بتلك المنطقة ونظر إلى الرجل ووضع السماعة على قلبه ثم نظر إلى من حوله وقال لهم: البقاء لله عظم الله أجركم. سقطت الأبنة مغشياً عليها، وترحم الجميع على الرجل، ثم قاموا بحمله فى إحدى السيارات وذهبوا به إلى مغسلة الموتى، ثم سئُل الطبيب المعالج: ما هو تفسيرك لحالة الوفاه؟ فقال لى: إنه تعرض لضغط عصبي ونفسي شديد أدى إلى إرتفاع الضغط بشكل كبير وحدث إنفجار داخلى في الدماغ.. الرجل مات مكسوراً لأنه لم يستطع توفير وجبة العشاء لاطفاله ومات بعد أن رأى الدموع فى عيون طفلته الصغيرة، فمات على الفور بعد أن مد يده واذل نفسه لأخ له في الإسلام الذي هو دين الرحمة الإنسانية، لكنه لم يرحمه، فقرر أن يترك دنيانا إلى دنيا أخرى قد تكون احن عليه من دنيا البشر، وحسبنا الله ونعم الوكيل. ترويقة: رفقاً بالفقراء.. فلا تجعلوا كلماتكم موجعة ومؤلمة وقاتلة ونحن لا نشعر، فما أقبح الكلمات عندما تأكل من قلوب الضعفاء والمحتاجين ونحن لاندري! فإنتبهوا لكلماتكم عندما تتحدثوا مع الآخرين! فربما كلمة تقتل شخصاً ونحن لا نعلم، ولنتعلم كيف نلقي الكلام حتى لانثخن الجراح في قلوب الآخرين ثم لا نسمع الألم. ومضة: للأسف نحن لا نعرف الإشارات الحمراء في كلماتنا، فاحذروا أن تستهزئوا بمكلوم فإن البلايا تأكل العقول قبل الأجساد.