بقلم/بسمة جمعه . يعد الجمود الفكري بين الزوجين سبب من أسباب المشاكل التي تقع بينهما ، وسبب كذلك في تسلّل الروتين والملل والسلبية والفشل في الحياة الزوجية. والجمود الفكري يجعلك تدور في حلقة مفرغة ؛ لأنك تنظر فقط إلى المشكلة وإلى طريقة واحدة ومعتادة للحل ؛ وستخرج بالنتيجة المعتادة نفسها ؛ لأن النتائج الجديدة لا يمكن الوصول إليها بوسائل قديمة. فتلك الحلقة المفقودة بين الزوجين ينتج عنها سيطرة الروتين والملل والسلبية والفشل ، وسيفقد كلاهما التكيف والتعايش والنجاح في الحياة. وينبغي أن لا يفكّر أحد الطرفين بالارتباط الزوجي قبل أن يتسلح بالكثير من المرونة النفسية والفكرية والاجتماعية التي تُعزّز له النجاح والسعادة في حياته الزوجية. وتمر الحياة الزوجية بالعديد من المحطات الجميلة والمنعطفات الخطرة أحيانًا ؛ فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، وهذا ديدنها ؛ إلا أن هناك بعض الأمور التي تساعد على تجاوز محطات التوتر والخلافات بشكل أكثر ؛ وبكل سلاسة وسلامة وأقل خطرًا وضررًا ، وذلك من خلال المرونة الفكرية والبعد عن الجمود الفكري. وإن التفكير المرن والنظر إلى الأمور من جميع الجوانب والبعد عن الزوايا الضيقة وتقدير وجهة نظر الطرف الآخر ؛ من أسس نجاح العلاقة الأسرية. والمرونة الفكرية تعطيك الكثير من البدائل وتفتح أمامك مسارات حلول كثيرة لكل المشاكل من حولك ، وتحسن اختياراتك ، وتفتح أمامك آفاقًا جديدة ؛ بل قد تحول المشاكل الصعبة والمواقف الجامدة في حياتك الزوجية إلى مشاكل بسيطة يسهُل السيطرة عليها والتعامل معها ومن ثم تجاوزها بأقل قدر من الخسائر . والمرونة الفكرية تجعلك لا تقف كثيرًا أمام اللبن المسكوب بل تدفعك للبحث عن الفرص الجديدة وتحميك من التهور في اتخاذ القرار ، وتجعلك قادرًا على التعامل مع كل المواقف بعمق أكبر ووعي أكثر.