ياأيها المحروم أفق انتهتِ المواسمُ وقد خَلَتْ أيام الله ذهبَ رمضان ومرّتِ العشرُ الأواخر، وقد مضَتْ ليلة القدر بكل عظيم أجرها ، وكبّرنا الله على ما هدانا، وانتهى عيد الفطر وقد انقضى زمنِ الاعتكاف، انتهتْ في لمح البصر الليالي العشر من ذي الحجة وقد مَنَّ اللهُ علينا ببلوغ يوم عرفة العظيم وبلوغ الدعاء فيه، ثم أتى يوم النحر فذبحنا طاعة لأمر الله، وأكلنا مما رزقنا لحمًا طيبًا، وانتهت أيام التشريق بوافر أجورها .. انتهى كل شيء يا صاحبي ولم ينتهِ القرآن بعد، ولم تنتهِ الصلاة، ولم ينتهِ الدعاء والسجود والقيام والصدق مع اللهِ، فتذّكر دائمًا قوله تعالى : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ» وإياك أن تغتر بما نلت من الاجور وبهبط إيمانك وتتهاون في طاعاتك وتكون عبداً يقتنص الاجور السهله وتعبد الله في مواسم وتنساه سائر العام .. وإياك ان يدخل اليأس في قلبك عندما فاتتك مواسم الطاعات وأنت ترى من حولك فرحين بما نالوا من الاجور العظيمة وانت تجر خيباتك من الحسرات حتى غواك ابليس والهوى وتنازعوك وقيدوك فلم تقوى على مقاومتهما وركنت لهما . انتهى كل شيءٍ يا صاحبي ولم يبقَ لك إلّا الله فعد إليه وجدد توبتك وبدأ من اليوم فان كان ماضيك حسن فتزود وأن كان ماضيك سيئ فتغير فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فتدارك نفسك والتحق بركب الصالحين تسعد دنيا ودين . بقلم عبدالله الظفيري