✒وعلى عجاله مرّت أيامه مسرعة بالأمس نزف التهاني واليوم وقد شارفت العشر الأولى بالإنقضاء وكل يوم يضم فيه مالنا وما علينا ... تمهل أيها الضيف الكريم قلوبنا تميل إليك شوقا وأرواحنا تسعد بقربك ف والله لا نطيق رحيلك ...فخاب وخسر من ادركك ولم يستفيق قلبه لك ... غاص في أعماق الغفلة حتى غرق بالملذات فلم يعد يتنفس الحياة ،أظلّك خير الشهور أيها المحروم وأنت عنه تلوذ وتستخف بعظيم الطاعة والأجور !! اغتنم لحظاتك فان ذهبت ف والله لن تعود صعِد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المنبرَ ، فقال : آمين ، آمين ، آمين ، فلمَّا نزل سُئل عن ذلك ، فقال : أتاني جبريلُ ، فقال : رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له ، قُلْ : آمين ، فقلتُ : آمين أيها الغافل تدارك ما أنت به واستيقظ من سبات الغفلة وانفض عنك الذنوب وجدد التوبة فمازالت أبوابها مشرعة تقدم وأقبل على ربك بكل جوارحك لازم الطاعة وأكثر منها فأنت في مواسم الربح شمّر عن سواعد الجد لا تدع التسويف يحول بينك وبين النهوض تذوق لذة الطاعة ودعها تأخذ مجراها لتضيء عتمة قلبك وتنثر النور بكل جوانبك يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "إن للحسنة ضياءً في الوجه ونورًا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق .. فالحسنة تورث القلب نورا يضيء الوجه فيفتح الله عليه بركاته ويتسع رزقة ،أيها المحروم بادر قبل أن يغادر ضيفك فهو عجول .. وكما للطاعة من آثار محمودة فإن للمعصية آثارا مذمومة: فلا تطفيء نور قلبك ولا تذهب ضياء وجهك فالمعاصي تورث ذُلَّك وتأرق أمنك يقول ابن عباس رضي الله عنهما في المقابل: "وإن للسيئة سوادًا في الوجه وظلمة في القلب ووهنًا في البدن *ونقصًا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق... أيها المحروم اقتلع جذور المعصية من قلبك انبذها أري الله منك خيرا فيما تبذله ليستقر نظرك موضع سجودك ولتشهد لتسبيحك واستغفارك اناملك أجبر كسر سنينك التي ولّت ومضت حلّق بروحك في سماءالذكر والقرآن استنشق نسائم التقوى حيث الرضى والسكينة والإطمئنان.. واحذر أن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى العطش والجوع احسن إلى أرحامك بالقول والفعل تفقد أحوالهم والسؤال عنهم وإيصال ما أمكن من الخير إليهم قال الإمام النووي: "صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة بالخدمة، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك"، واكثر من الاستغفار فهو دواءٌ ناجع وعلاجٌ نافع يقشَعُ سُحُب الهموم ويُزِيل غيم الغموم فهو البَلْسَم الشافي والدواء الكافي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهتدى ) وإياك والتفريط بكل عمل يقربك إلى رب الأرباب فتحرم الأجر والثواب لا تقل غدا سأبدء .... فلا تعلم غداً هل أنت من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قَالَ: أَخَذ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي فقال: كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ، أَوْ عَابِرُ سبيلٍ. وَكَانَ ابنُ عمرَ رضي اللَّه عنهما يقول: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِك لِمَوتِكَ.. واعلم ان الدنيا فانية وأنت ضيف من ضيوفها تمر بكل محطاتها حتى وإن شارفت على الرحيل توقفت انفاسك عند آخر محطة وكما اوجدك الخالق عليها افناك منها . يا عايش اللذّات راجع احسابك بكرا يجيك الموت وتودّع الروح لا تغرّك الدنيا وقوة شبابك لابد مايفني مع الوقت ويروح