أيام .... وتظلنا أفضل الأيام ، يتلهفُ القلب شوقًا لها ، فرغوا قلوبكم من الشواغل فأيام العشر رياض خصبة ، مازرع فيها خيراً إلا أثمر ، أجورًا فطوبى لمن أحسن الزرع .. وإن من فضل الله تعالى ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة. فلنستغلها قدر ما نستطيع أنها أشبه بكنوز من الحسنات فلماذا لا تستغلها حتى ولو كنا غارقين في المعاصي فكلنا مقصرين ولكن نحرص على التوبة ومحاربة المعصية بالطاعة فالله يبدل السيئات حسنات ويفرح بالتوبة .. العشر من ذي الحِجّة هي الأيّام العَشر الأولى منه، وتُعَدّ من أعظم الأزمنة والأوقات؛ فقد فضّلها الله، وأَفردَها عن غيرها من الأوقات، ومَيّزها عن أوقاتٍ أخرى بالعديد من الفضائل والميّزات؛ شَحذاً للهِمَم والعزائم، وسَعياً إلى زيادة الأجور والحَسنات؛ إذ تجتمع فيها أمّهات العبادات؛ من صلاةٍ، وصيامٍ، وحجٍّ، وغيرها، ولا يكون ذلك في غير العَشر من أيّام السنة، وقد بيّن العلماء أنّ أيّام العشر من ذي الحجّة أفضل من الأيّام العشر الأخيرة من شهر رمضان، أمّا ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان فهي أفضل من ليالي العَشر من ذي الحِجّة. فمن أعمال العشر التي ينبغي للمسلم استغلال الأيّام العَشر من ذي الحِجّة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، يُذكَر منها: ▪️أداء شعائر الحَجّ والعُمرة، وذلك أفضل ما يُؤدّى من العبادات في ذي الحِجّة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال : (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ). ▪️الأضحية: وهي من أفضل الأعمال وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها وقد حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم. ▪️التكبير والتهليل والتحميد والإكثار منهما في هذه العشر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأنّها أعظم أيّام الدُّنيا؛ إذ قال : (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ). ▪️قراءة القرآن يوميًا والاجتهاد على ختمه في العشر. ▪️المحافظة الصلوات وعلى اداء السنن الرواتب. ▪️الصدقه بأبسط الأمور ولو كانت بكلمة طيبة ، ابتسامه. ▪️الصيام، ويُخَصّ منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فَضْل صيامه قَوْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- : (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ). ▪️ملازمة ذكر الله والتوبة والاستغفار والدعاء والاكثار من الدعاء للنفس وللوالدين والاحبة وللمسلمين الاحياء منهم والأموات. ▪️الحوقله ( لاحول ولا قوة الا بالله ) فهي تعين على الطاعة. ▪️الحرص على العمل الصالح ولو بالقليل وتذكروا أن أدومها وأن قل فإنها أيام عظيمة. ▪️أداء مختلف الأعمال الصالحة ؛ غير ماذكر وهي إكرام الضيف، وصِلَة الرَّحِم، وحِفظ اللسان، وبِرّ الوالدين، والدعاء لهما، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال. أخيرا .. أدعو الله في هذه الأيام أن يزيدنا منه قربًا وأن يتقبل منا المزيد من الطاعات ويجزل علينا العطايا فهو الكريم سبحانه. * كما أهنئكم بقدوم عشر ذي الحجة، فلنفتح لها قلوبنا ونبدأ بها بالعمل الصالح والتقرب إلى الله بالطاعات، فهذه هي أيام الخير والبركة.