ما أصعب أن تتبدل المفاهيم وترتبط بالإبتذال .. رغم أن تلك المفاهيم ذُكرت في القرآن الكريم وكانت إحدى مفرداته كما في قوله تعالى : (*وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة:165]. بل وكان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يضرب لنا أروع الأمثلة في الحب كما في حديث أنس*رضي الله عنه*عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :*(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار). وكذلك في حبه لزوجاته وحبه لصديقه أبو بكر رضي الله عنه، وحبه لأمته قبل أن يراهم.. فالحب طاقة هائلة تستمد منها البشرية نشوة العيش في الحياة. ترى ذلك الحب في قلوب الأمهات وفي حنية الأباء وفي عطاء الإخوة وفي سؤال الأصدقاء والأحبة. ولولا الحب لما ترنم البلبل الشادي في الصباح ولما انحدر النهر ليسقي الوادي، ولما انحنت النخل لتلقي أطيب الثمر.. الحب موجود في كل زمان ومكان ينتشي طرباً إذا كان موصولاً بالله ولله.، يبني الحياة ويرمم ثغراتها ويصعد بقلب صاحبه أعالي السماء ، ويمسح على عين صاحبه بنشوة فرح فلا يرى الدنيا إلا بستاناً مخضراً مليئاً بأزهار أريجها يعبق في حياته.. أما إذا ابتذل وكان رخيصاً فيهوي بصاحبه إلى مدارك الضيق رغم الإتساع وإلى دنيا ملطخة بالسواد وبستاناً مهترئ أزهاره جافة هشة تسقط في أي حين.. فما أجمل أن نحيي لغة الحب الصادق الطاهر ونظهر جميل معانيها في أفعالنا قبل منطوقنا.. بكل حب : اجعلوا الأشياء حولكم تشعر بالحب الذي يقطن في أيسر صدوركم لتزهر حياتهم وتغرسون في بساتين قلوبهم أزهاراً زمبقية زاهية أصلها هنا وفرعها متصلاً بالله ولله.. بقلم إيمان عسيري