في موقف عصيب يوم غزوة بدر اجتهد النبيصلى الله عليه وسلم في الدعاء أيما اجتهاد مستقبلًا القبلة مادَّا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه وأشفق عليه صاحبه وخليفته "أبي بكر الصديق"-رضي الله عنه- فأخذ يقول حسبك يارسول الله ألححت على ربك فإنه سينجز لك ماوعدك فجاء المبشر وجاء النصر المؤزر وأنزل الله:{إذا تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}. *في موقف آخر حينما آذوه قريش وهو ساجد ووضعوا سلا الجزور على ظهره دعا-عليه الصلاة والسلام- بقوله:« اللهم عليك بأبي جهل،وعليك بعتبة بن ربيعة،وعليك بشيبة بن ربيعة،والوليد بن عتبة،وأمية بن خلف.....» فاستجاب له ربه وإذا بهم صرعى في القليب يوم بدر. *ودعا-صلى الله عليه وسلم-" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل بن هشام، أو عمر بن الخطاب فاستجيب له وكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب وقد نصر به الإسلام. *كان عمر بن الخطاب كثيراً ما يدعو "اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك"* فاستجيب له واستشهد وهو يصلي في مسجد الرسول إماما بالمصلين. أيها المبارك أليس الذي استجاب لهؤلاء قادرٌ على أن يجيب سؤالك ويحقق مرادك؟ ثم ماذا تنتظر غير الانطراح بين يديه،والإفتقار إليه وحسن الظن به وصدق التوكل عليه!! وقد تتأخر الإجابة لكن التأخير ليس نهاية المطاف!! ثق بربك الكريم الوهاب،فهو وحده يعلم الأسباب. ربك كريم إذا سُئل أعطى،وإذا أعطى أدهش فأنظر لكرمه: *نبينا إبراهيم عليه السلام عندما أراد به قومه السوء دعا ربه:{رب هب لي من الصالحين}؛ فجاءت البشارة بإسحاق ومن وراءه يعقوب{ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة} أي زيادة. أيوب-عليه السلام - حينما أصابه البلاء وهو المرض وفقد الأهل دعا ربه وكانت الإجابة:{فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر وآتينه أهله ومثلهم معهم}.. ومن كرمه سبحانه أنه:{يستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله}؛يعطي ما يُسئل،ويزيد مما لم يُسئل. //أيها المبارك أنت مقصر ومضطر فتستحي أن تدعو ربك لتقصيرك وتتوقف عن الدعاء كلا لا تتوقف فمن الذي يجيب المضطر إذا دعاه! أليس هو الله!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«دعوة المضطر مستجابه وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه». سبحان ربي ما أعظمه وما ألطفه وما أرحمه وما أقربه.. أخوتي المباركون الدعاء من أعظم العبادات التي لا تصرف إلا لرب الأرض والسماوات؛ فهو أكرم شيء على الله ومن لم يسأله سبحانه يغضب،والعاجز من عجز عن الدعاء فلا غرو أن نكثر بهذا الشهر الكريم لا سيما في العشر الأواخر متحرين ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. بقلم/شعيع بنت علي الحربي