✒ ليل حالك وهدوء يعمّ المكان وفي ثنايا ذلك كنت بحاجة إلى أن أُخبر أحدهم شيئاً ما، لكنّي ترددت كثيراً فأبوابهم مؤصدة لا تُفتح لنا متى ماشئنا.. إلا ذلك الباب الذي لا يؤصد ينتظر قارعاً ليقرعه.. كم هو آمن ومريح .. مَالِي سوى قَرْعِي لِبَابِكَ حِيلَةٌ فَلإِنْ رُدِدْتُ فَأَيّ بابٍ أقْرَعُ؟ السماء بعيدة جدًا لكنّ الله قريب، إن لجأت له مسح على قلبك برحمته وأنار بصيرتك بنوره وهداك إلى مرادك بفضله.. وأعلم أن الله غاية الأماني .. ومُنتهى الإرادات .. يسمع شكواك، ويعلم نجواك، ويعرف مبتغاك، ويفرح بتوبتك، ويستجيب لك إلزم باب الدعاء وانتظر الإجابة.. الدعاء* أقرب وسيلة بين العبد وربه*، قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...* ) هذه الآية كفيلة بأن ترسم أمام عينك أملاً للقادم، (قريب وأجيب) كلمتان مليئتان بالدفء والطمأنينة. وللدعاء ساعات يستجاب فيها فتحروا تلك الأوقات واستعدوا لها بكل القُربات، وابدأوها بالثناء على ربّ البريات، تُفتح لكم الطرقات وتنجلي عنكم الكربات. ومن كرمه تبارك وتعالى أني ناديته خمسًا (يارب يارب يارب يارب يارب) فأعطاني خمسًا كنت أُلح عليه بها.. ليس عجبًا لأن خزائنه لا تنفذ ولو اعطى كلا منا سؤله مانقص ذلك من ملكه شيئا.. حين تسألوا الله فسألوه على قدر كرمه لا تسألوه على قدر مطلوبكم.. ليُذهلكم بعطائه مناجاة : وإني يا الله أعلم* أنك تعلم حاجتي وذلي و افتقاري.. وإني يا الله أعلم*أنك تعلم ضعفي وعجزي وانكساري.. فمن لي سواك إن لم* تقبل دعائي واعتذاري ؟؟ 9/رمضان/1442ه