✒لقلبك الذي طرق الفقدُ بابهُ ثم اقتحمه دون استئذان ! لروحك التي فُجعت بموت الحبيب الذي تخيلّت أن يبقى معك ولا يفارقك! أعلمُ يقينًا أن مصيبة الموت تكسر كل مافينا!ولكن الموت تحديدًا تنزل مصيبته عظيمة كبيرة ثمّ تصغُر ونحن قد رضينا،وسلّمنّا بما أصابنا،وهذا من رحمة الله بنا! أبشرّك بأن الله يتولَّى قلبك في كل حين،وأن الله معك في وجع الفقد الذي تهون أمامه كلُّ أوجاع الدنيا! الله معك بصعوبة كل لحظة عشتها أو تعيشها الآن!هي لحظات ستمرُّ بكل مافيها من مُر! ليطمئن قلبك؛فقيدك الحبيب في ودائع الرحمن. فكيف يجزع قلبك؟! ويحارُ صبرك ! والرب أقرب إليه مما تتخيلون! أمام قاصمة الموت،لانملك إلاّ الرضا والتسليم! ودموعًا كالنهر تجري علّها تخفّف! ولن يخفف مثل الصبر والرضا ! لا يسخطْنّ قلبك فما هو آتٍ بيد الرحمن! والرحمن رحيم،ودود،رؤوف،لن يحملّك فوق طاقتك أبدًا. لو أن الخلود مصيرنا لما اقتربنا من الله،فتمسّكْ بتلابيب الدعاء ! ولأن الفناء ماضٍ علينا فردًا فردًا؛فوجب علينا الإيمان. أسكبْ ما استطعت من الدمع ! فهو المباح المريح ! ولكن إياك والجزع! أنت في عبادةٍ مابين الألم،والصبر،والرضا بالقدر والدعاء لمن فقدت وقد رحل فتوّجْ قلبك بالحمدلله ! إن كان موت مرض فالحمدلله على موتٍ لطيف سبقته أجور المرض والصبر والعجز ! وإن كان فاجعةً بحادثٍ،أو غرقٍ،أو حرقٍ،فالرحمن أرحمُ وأجود وأكرم ولم يسبقْ الحدثُ ساعة الموت، بل جاءت الأسباب في موعدها. ويوم الرحيل قد أزف لا يستقدم ساعةً ولا يستأخر ! فاصبرْ وتصبّرْ وصابرْ ! وعليك بالحمدلله علىٰ الكيفية وعلى الأسباب وعلى التهيئة. فالجواد سيربط على قلبك،والجبار سيجبر كسرك،والعظيم سيعظمُ أجرك،والكريم مع الحمدُ قد بنى لك بيتًا من الحمدُ ينتظرك في جنات النعيم، وسيجمعك بفقيدك،وما أجمله من لقاء ! الكاتبة : مها محمد البقمي