هذا التشخيص من بايدن لبوتين. لايمت بصلة للاعراف اوللبروتكولات الدبلوماسية في حق زعماء الدول. وافتقاد هذه الصقة في بايدن وهو السياسي المخضرم.تشير الى ان هناك .مراكز قوى يسارية متطرفة تشتت توجهات بايدن في نهجه الشاذ في تغليف المشهد (ببوربقندة)الحزب الديموقراطي الجديد... غير ان هذاالنعت من بايدن لبوتين له العديد من المسببات التي ليس اقلها مصادرة مبادرة الدوحة بين امريكا وطالبان والحكومة الافغانية..والتي تدخلت موسكو لافشالها..ودعمت بعض عناصر طالبان واستضافت كل اطراف مبادرة الدوحة .وقد تبنوا الروس ذات المسار الامريكي في الظاهر ..اما في الباطن السياسي فهي مناورة جعلت بايدن يتهم بوتين بالقاتل...... لدعمه عناصر من طالبان في مطالبهم باخراج القوات الامريكية بعد شهر من الآن .بهدف احداث فوضى بين الفرقاء الافغان .ومن ثم التدخل الروسي .والذي يهدف الى التواجد العسكري والسياسي والاقتصادي في افغانستان.باعتبارها ارثٍ للروس من الاتحاد السوفيتي. وقد شاركت امريكا في اخراج السوفيت من خلال دعم الامريكان لمااطلق عليهم آن ذاك( بالمجاهدين الافغان) والتي افرزت طالبان ومن على شاكلتها. ولان بوتين ينظر للموضوع من زاوبة الامبراطوربة البائدة والتي يتوجب عليه استعادة مستعمراتها فان بايدن يدرك البعد السياسي لمبادرة بوتين في الصلح بين الافغان.. ومن هنا فان بوتين يناور من اجل ثقله لدى طالبان. لاخراج امريكا من المسرح الافغاتي مهزومة حد الفشل.. حتى في الصلح بين الفرقاء الافغان بعد مايقترب من عقدين لانزلاق امريكا في المستنقع الافغاني .ثم ان بايدن يحمل بوتين مسؤلية وصول ترامب لسدة الحكم في امريكا من خلال اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الامريكية لصالح ترامب على حساب مرشحة الحزب الديموقراطي(هيلاري كلينتون) قبل ما يزيد عن اربعة اعوام ....ولان بايدن يريد ان يصحح اخطاءه هو و رئيسة السابق اوباما في عدم اهتمام امريكا بالثورة السورية منذ بدايتها .السبب الذي جعل روسيا تتدخل في سوريا بدعوة من ايران حينما كاد يسقط بشار ونظامه .وبعد ان تركت امريكا الحراك السوري يتحول الى ساحة صراع يحمل جميع الاوجه الايديلوجية والسياسية والقومجية ..حينها تدخل الروس . ولان المصالح في السياسة فوق كل الاعتبارات وموازين القوى هي التي تحكم المواقف فان روسيا الآن تريد ان تخرج ايران من سوريا. ليس من اجل اسرائيل .ولوكان هذا هو السبب لكسبت روسيا مودة امريكا .لكن الحقيقة التي تدركها امريكا هو ان روسيا تريد ان تستاثر بالكعكة السورية كاملة لصالحها ..ويتضح ذلك من خلال مؤتمر العقبة الذي شارك فيه سبع دول من ضمنها روسيا .وتضمن المؤتمر مستقبل النظام في سوريا وقد كان احد بنود المؤتمر ان يتولى الحكم في سوريا احدالضباط الذي ترتضيه فسيفساء المجتمع السوري ..وعلى ان لا يكون من العلويين بمعنى ان يكون من السنة .وهذا بالتاكيد يعتبر هزيمة لايران في سوريا . وحيث ان امريكا لايعنيها خروج ايران خالية الوفاض من المشهد السوري . الا انها تريد الحصول على حصة ايران في المائدة السورية كل هذه المعطيات مجتمعة .هي ماجعل بايدن يصف بوتين بالقاتل . رغم ان امريكا ستنال حصتها بالاتفاق مع روسيا. غير ان المقتضيات السياسية تحتم على اللاعبين الحقيقين ممارسة مثل هذه المناورات.والتي استقبلها بوتين (بتمنيه الصحة والعافية) لبايدن