قالت تقارير غربية إن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين يريد كسب امتيازات من نظيره الأميركي دونالد ترامب على المدى القصير مقابل تعاون الولاياتالمتحدة في سورية، مشيرة إلى أنه بالنسبة لبوتين، لم تعد إيران مهمة في الوقت الحالي. وأضافت التقارير أن روسيا تعمل على مخطط هادئ من أجل إنهاء وجود إيران العسكري في سورية تدريجيا، من خلال دفع العملية السياسية إلى الأمام بالاتفاق مع واشنطن، وكذلك التقارب مع العرب وإشراكهم في الحل السوري. جاء ذلك على خلفية تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قبل أيام، والتي قال فيها إن الرئيس الروسي يشاطرنا رغبتنا بخروج القوات الإيرانية من سورية، وأنه أبلغ الولاياتالمتحدة أن وجود هذه القوات لا يتفق مع المصالح الروسية، وأنه يريد مغادرة جميع الميليشيات المرتبطة بإيران. وكانت إدارة ترامب قد اشترطت لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران والتفاوض مجددا، انسحاب القوات الإيرانية من سورية. التعاون مع واشنطن ذكرت صحيفة « Washington Post» أنه على الرغم من النفي الرسمي لصحة تلك التصريحات من قبل المسؤولين الروس، إلا أن بوتين بحسب ما ذكر بولتون يرى بأن أمر إخراج قوات إيران وميليشياتها من سورية لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون أميركي. وبالنسبة لإسرائيل فهي تضغط على الولاياتالمتحدة من أجل إبعاد النفوذ الإيراني عبر حدودها الشمالية في سوريا، فترى أن إقناع روسيا بتأكيد نفوذها في احتواء إيران قد يكون أفضل الحلول بالنسبة لها. ولعل الاستراتيجية الأميركية الكامنة في تشديد الضغط المالي على إيران من خلال فرض العقوبات، تهدف إلى تركيع طهران وإعادتها إلى طاولة المفاوضات، لتوافق من ضمن الشروط على مغادرة سوريا، وإلا فأزمتها الاقتصادية ستتفاقم، وستضطر إلى تقليص استثماراتها في التدخلات العسكرية في الخارج، وتسحب بالتالي جزءا كبيرا من قواتها من سوريا. الأسلحة الروسية قالت مجلة Washingtonexaminer إن روسيا تعمل على تقليص الوجود الإيراني في سورية تدريجيا من خلال إبرام صفقات مع دول عربية معتدلة تريد إنهاء الأزمة السورية، معتبرة أن الرئيس الروسي يعمل ببطء وبشكل منظم على خفض دعمه للمصالح الإيرانية في سورية. وأوضحت أن اهتمام بوتين كان دائما تحطيم أميركا كقوة دولية رئيسية في الشرق الأوسط وجعل موسكو الجهة الأكثر فاعلية في المنطقة، وأن بوتين يريد من بعض الدول العربية، البدء في شراء معدات عسكرية وصناعية روسية ومنح روسيا الأفضلية للوصول إلى مصادر الطاقة وفرص السوق الأخرى، كشرط للتخلي عن إيران.