✒في ظلمة الليل ، وأنت تحمل هاتفك وتقلب صفحاته بينك وبين نفسك ، تظن أن لا أحد يراك أو يراقبك ، تصنع ما تشاء وما تريد ، هل نظرت إلى السماء وسألت نفسك عن رقيب حسيب !؟ هل ظننت حقاً بأنك وحدك ! إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أنَّ ما تُخفي عليه يغيب البعض منا يغفل عمن لا يخفى عليه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء يرتكب الذنوب والمعاصي يتساهل ويتساهل يغفل ويتغافل، يبحث عن المتعة لكن لا يدرك ماهي العواقب هل حدثت نفسك يوماً عما فعلت في خلوتك ثم حاسبتها ؟ قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. هل تمعنت في معنى هذه الآية ، أم تمكنت منك شهوتك بإغواك؟ الآن عليك أن تُذكر قلبك وسمعك وبصرك بأن عليها رقيب حسيب، ذكر فؤادك* بحديث جبريل عليه السلام المذكور لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، قال:《*أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك*》 وإِذا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ في ظُلمَةٍ والنَفسُ داعيَةٌ إلى الطُغيانِ فاِستَحيِ مِن نَظَرِ الإِلَهِ وقل لها إنَّ الَّذي خَلَقَ الظَلامَ يَراني رسالة من قلب محب : حاسب نفسك في دنياك قبل أن تتحاسب في أخرتك حينها لن ينفك لا حسرة ولا ندم.. بقلم جنى النعمي