في اللغة: رَقَبَهُ: لاَحَظَهُ، ويُقال: رَاقَبَ اللهَ في عمله أو أمره: خافَهُ وخَشِيَهُ، والرَّقِيبُ: من أسماءِ اللهِ الحُسنى، وهو الحافظُ الذي لا يغيبُ عنه شيء. والرقابةُ في الإسلامِ هي رقابة فريدة متصلة اتصالا مباشرا بالله سبحانه وتعالى، أيْ بين العبدِ وبين ربّه جلَّ وعلا: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء﴾(آل عمران :5) ويقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾(النساء:1)، وفي وصف الخائنين يقول تعالى:(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَيَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ، إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ القَوْلِ، وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴾(النساء:108)، وفي الحديث الشريف: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَراهُ . فإِنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فإِنَّهُ يَراكَ" (رواه مسلم) والمؤمنَ في طاعته لله تعالى وفي تقرّبه إليه يقوم بتأديةِ الواجبات المكلّفِ بها سواء في العبادات أو المعاملات بوازعٍ من نفسِه، وبمبادرةٍ من داخله، دون ما حاجةٍ لمن يدفعُه إلى ذلك، أو إلى من يُعقِّب وراءه، أو إلى من يلاحظهُ ويراقبه، لكنه دون شك يحتاج إلى النصح والتوجيه، ويقول الشاعر: إذا خلوتَ يومًا لا تَقُلْ خلوتُ، ولكنْ قُلْ عليَّ رقيبُ ولا تحسبنَّ اللهَ يَغْفَلُ ساعةً ولا أنَّ ما تُخْفي عليهِ يَغِيبُ هذه الرقابة نابعة من أن الرقيب الأعلى رقابته دائمة ومستمرة، لا يعتريها نصب، ولا يلحقها وهنٌ، ولا يصيبُها عطبٌ، وهذَا بخلاف النصوصِ واللوائح الأخرى، والتي فيها يُراعي الإنسانُ رقابة رئيسه، أو صرامة الأنظمة والقوانين، أو أجهزة الرصد المختلفة في مقر عمله، البشريّة والاصطناعيّة، فإذا غاب المسؤول أو تعطّلت الأجهزة كان هذا مبرّرا له أن يتكاسل أو يتهاون في عمله. ومن أجلِ هذا فالعامل في الإسلامِ - في أيّ موقع كان في القمّة أَمْ في القاعدة - يعلم أنّ كل ما يصدرُ منه إنما هو مرصودٌ ومحفوظٌ وسيُحاسب عليه، صدقا وعدلا، بدون أي تحيّز أو تدخّل، وأن هناك جزاءً، قد يكون فوزا وقد يكون عقابا. وفي نطاق علم الجودة الشاملةِ تعرف معايير الجودة الرقابية وطريقة قياس الأداء، ويتم تحديد الإنحرافات ووسائل تحليلها وسبل وإجراءات تصحيحها.