✒ ليتني أجيد إعراب الناس كما أجيد إعراب كلمات الجمل العربية، فلا أرفع إلا العظيم، ولا أضم إلا الصديق، أُميز صحيح البشر من الذي في نفسه علة.. ولو أنني أعربتهم، ما أصبحت مضافاً إلى سنين من الألم، ولم أكن فيها إلا مفعولاً به، ولعرفتُ من أجاد النصب على مشاعري، تاركاً وراءه قلباً مكسوراً يجر الحُزن جراً .. أولئك الذين يرغبون في المساعدة والوقوف إلى جانبك، لا يفعلون ذلك لأنهم يدينون لك بشيء، بل لأنهم يرونك الصديق الحقيقي أو الأخ الحقيقي أو المعنى الحقيقي للسعادة في حياتك.. أسأل الله أن يجمعنا بالطيبين دون سعي منا، فالقلوب على نقائها 9قع ..! سأتكلم اليوم عن أحد الأصدقاء الأوفياء، هو واحدٌ من الأصدقاء الذي بلطفِه لامس شعوري، وبصدق تعامله، ووقفاته المستمرة معي على الدوام، يعرفك مهما مالت بك الحياة، هو واحدٌ من الاصدقاء الذي يحبك بسعة السماء، واحدٌ قد يكون نادر الوجود، ولا يُعوض أبداً .. ورغم كل الظروف والأيام الصعبة التي مرت به من مشكلاتٍ ومتطلباتٍ في حياته، إلا أنه مازال واقفاً على قدميه شامخاً برأسه عالياً، يُحلِّق في سماء الرحمة الإنسانية، مع كل الظروف التي مرت به لم يُخدش هذا النقاء الروحي والصفاء القلبي .. اليوم أصبح هذا الصديق مثل روحي، صادق الحبِ، عميق الودِ، نقي الروح، جميل المعشر، نبيل الأخلاق، كريم اليدين، إنه الصديق الوفي علي مستور عطيف.. يقول الشاعر لمثل هذا الرجل:- بيض الله وجه من* ينفع خويه صاحبٍ في صاحبه راعي عوايد ودك إليا حطو اسمه في الهوية يكتبون الذخر في وقت الشدايد ترويقة: اختر أصدقاءك بعناية فائقة، فالصديق هو الذي يستر ويحمي ويدافع وينصح ويأخذ سهام الحياة معك في صدره وهو ممسك بيدك وهو الذي يذكرك بالله في جميع مناحي الحياة، اللهم إن حياتي قاسية، فأرجوك منحة من هؤلاء الأصدقاء .. ومضة: جميل أن تكثر سواد أصدقاءك، لكن لا تتوقع أن الناس سيقبلون عليك وأخلاقك عسرة، فقد قيل لمن هو خير البشر: "ولو كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلبِ لَانْفَضُّوا مِن حَوْلِكَ" ..