✒ كلّ عام قبل هذا اليوم بزمن طويل تروح الأفكار وتغدو في ذاكرتي باحثة عن مفردات جديدة، ومعانٍ أنيقة، غير تلك المعاني المكرورة التي أبدعها شوقي، وردّدوها الملايين من الناس بعده؛ لأبذل للمعلّمين بعض ما يستحقّون في يومهم المجيد. إنّ يوم المعلّم يوم الشكر والعرفان لمن أناروا عقول البشرية، واقتطعوا من عمرهم وعافيتهم وأرواحهم صنوف الأغذية الفكريّة والروحيّة، وقدّموها غير آسفين ولا متخاذلين، ولا شاعرين بثقل المسؤولية وطول العناء! هؤلاء مصابيح الدجى، ومنائر الخير في كلّ زمان ومكان، وفي كلّ عصر وأوان... وفي الخامس من أكتوبر هذا العام 2020م لهم فصول قصّة جديدة، لم يمارسوها من قبل، إنّهم أشبه بجندي يحارب في معركة صعبة بسلاح جديد لم يعتد استعماله، ولكنّه آهب لهذه المعركة لا يعنيه نوع السلاح، ولا آليات الاستعمال؛ فمن وهبه الله حبّ الوطن، وحبّ البذل يستسهل الصعب، ويعشق ركوب الصعاب، ويرى أنّ المهمات الصعبة لأصحاب الهمم القويّة، لسان حاله يقول: إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم في الخامس من أكتوبر هذا العام حشدت كلّ مشاعري لتصوغ لكم عبارات شكر وعرفان وتقدير وامتنان يا فرسان الميدان؛ فوقفت أمام معجمي اللغوي العظيم أفتّش وأنتقي وأسافر في عوالم الكلمة، ولم أجد مقالتي الصغيرة وافية لترسم لوحة إبداعاتكم: فصول افتراضية واختبارات تشخيصية ومهارات أساسية وحلول لكل المشاكل التقنية ورعاية نفسية وفكرية كلّ ذلك وأكثر كان محطّ اهتمامكم، وهل عبارة شكر ستجزل العطاء؟! لا أعتقد ذلك، ولكنّي على يقين أنّ من يحمل رسالة لا تشغله هواجس الثناء! المعلّم صاحب رسالة عظيمة، وحامل همّ الأمّة.. وفي يومه العالمي لا يمكننا أن نستعرض جهوده العظيمة، وإنسانيته العالية، ولكن حقًا علينا تكريمه وإكرامه، آخذين بقول الشاعر: إِن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما لا ينصحانِ إِذا هما لم يُكرما فلكم منّا تحية عرفان وتقدير لا نحملها لكم يوم 5 أكتوبر فقط، بل هي خالدة باقية ما بقيت أقلامكم وأوراقكم وأصواتكم العذبة.