✒لقد من الله تعالى علينا بكثير من النعم التي لا يستطيع العبد أن يحصيها .. وأعطى الإنسان كل ما يحتاجه لتحقيق غاياته في تدبير شؤون حياته.. لذلك فرض الله على الإنسان وأوجب عليه عبادته وجعل طريق العبادة ميسرًا * قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ . فقد وضع أمامنا طرق كثيرة للخير وأرسل لنا الرسل والانبياء ودلنا على ما يوصلنا إلى الصراط المستقيم وجعل أمامنا كثير من الحسنات وبين لنا الطرق التي تبعدنا عن المعاصي لذلك وجب علينا شكر الله تعالى على نعمه الكثيره .. ومن ذلك شكره سبحانه على نعمه فإن كرم الله تعالى أعظم ونعمه لا تعد ولا تحصى فالإنسان لا يستطيع القيام بإحصاء نعم الله تعالى عليه حتى يؤدي شكرها كلها قال تعالى ((وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ )). لكن أقل ما يمكن أن يؤديه الإنسان تجاه نعم الله عليه أن يتعلم كيف يشكر الله عز وجل على منه وكرمه بحيث لا يكفر بهذه النعم .. والشكر يكون بالثناء والحمد فشكر الله تعالى هو ذكر نعمته والثناء عليها وحمدها . كما أن الشكر يكون بمقابلة الإحسان بالإحسان والثناء على من قدّم خيراً للآخرين وأن أعظم من يستحق الشكر على هذه النعم هو الله سبحانه وتعالى إذ لا فضل لأحد على أحد ويكون الشكر بتحقيق أركانه الثلاثة وهي شكر القلب واللسان والجوارح ويتحقق ذلك من خلال الأعمال .. فشكر القلب : هو أن يستشعر القلب قدر هذه النعم التي تفضل الله بها علينا وأن يدرك ويعلم علم اليقين أن النعم من الله تعالى وحده .. وشكر اللسان : يكون بترديده باللسان بعد إقرار القلب به إذ لا بد على الإنسان أن يكثر من حمد الله والثناء عليه والتحدث بنعم الله وعدم أنكارها لقوله تعالى ((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ*)). وأما شكر الجوارح : فيكون بتسخير الجوارح لطاعة الله تعالى والاستعانة بهذه النعم على طاعته ومساعدة عباده والبعد وتجنب ارتكاب المحرمات والمعاصي . وإن من شكر الله تعالى على نعمه أن يقرّ العبد المسلم بفضل الله تعالى عليه ثم يصدق ما وقر في قلبه وان يحدث به لسانه من ترديده لحمد الله والثناء عليه ثم القيام بالطاعات والفرائض والابتعاد عن المنكرات فيكون بذلك أتم شكر الله على نعمه .. وإن العبد إذا داوم على امتثال أوامر الله وكان عبداً شكوراً رفع الله قدره وكتب له الآجر العظيم يقول صلى الله عليه وسلم : (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له*) .. أخيرًا : جعلنا الله وإياكم من عباده الشاكرين الحامدين لله تعالى في السراء والضراء وأن نكون ممن رضي الله عنهم في الدنيا والآخرة ...