✒عندما تجتمع عليك الهموم من كلِّ صوب، وتشعُر بالوهن، وتخُور قواك، ويُخيل لك أنها آخر محطةٍ لك !! ثم تسقُط آخر ورقةٍ منك؛ إيَّاك أن تيأس، إيَّاك أن تستسلم، إيَّاك أن تقنط، إثبت. فما هي إلا سويعات وتدق على بابك الأفراح وتُفرج بإذن الله، وكأنه لم يكن بالأمس همٌ ولا تعبُ. "فكلُّ الحادثاتِ إذا تناهت، فموصولُ بها الفرجُ القريبُ" واحذر أن تلهوا كثيراً بالدنيا فإنها دارٌ فناء لا محل بقاء، وإن صفت إليك يوماً فهي صفوة ممزوجةٌ بكدورةٍ وراحتها مقرونةٌ بعناء. إعمل لدار البقاء رضوان خازنها الجار أحمد والرحمن بانيها أرضها ذهب والمسك طينتها من يشتري الدار بالفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يخفيها أو سد جوعة مسكين بشبعته في يوم مسغبة عم الغلا فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها - اتركوا، أحبائي، الحزنَ يسري بمجراهِ لا ضيقٌ ولا حرَج، ألا ترون أن الحبسَ يعكِّرُ الماءَ، ويعود الماءُ سائغًا إذا خرج. اسألوا اللهَ، وقولوا: ربنا أعنّا بحزننا.. وعجّل بالفرَج. آمين.. "يقول الطنطاوي لإمرأة حزينة : أن الكلام ينفّس عن المصاب فتكلمي، والعمل يلهي عن الحزن فاعملي والسفر يمنع سيل الذكريات الأليمة فسافري". وأوصيكم بدعاء النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخلِ وَالجُبنِ، وَضَلَعِ الدَّينِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» وَعَنِ ابنِ مَسعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ وَابنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكمُكَ، عَدلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسأَلُكَ بِكُلِّ اسمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيتَ بِهِ نَفسَكَ، أَو أَنزَلتَهُ في كِتَابِكَ، أَو عَلََّمتَهُ أَحَدًا مِن خَلقِكَ، أَوِ استَأثَرتَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ، أَن تَجعَلَ القُرآنَ رَبِيعَ قَلبي، وَنُورَ صَدرِي، وَجَلاءَ حُزنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذهَبَ اللهُ هَمَّهُ، وَأَبدَلَهُ مَكَانَ حُزنِهِ فَرَحًا». اسأل الله أن يشرح صدوركم وينور قلوبكم ويزيل عنكم الهم والحزن وكل ما أثقلكم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.