✒️ الحمد لله الذي أجاد على عباده بعطايا وهبات وخصص لهم مواسم خيرات، تتنوع فيها الطاعات،وترفع فيها الدرجات وتُحط بها الخطايا والسيئات، وصلاة الله على رسوله وحبيبه مع أزكى التسليمات. أحبابي أعلم أنه لايخفى على طالب علم ولاشيخٍ بل وحتى العامي فضل هذه الأيام ولكن علينا أن ننوه بفضلها في كل مرة وعظًا للغافلين،و وذكرى للذاكرين من المؤمنين إمتثالاً لقول الله تعالى: (وذكر فإن الذكرى تتفع المؤمنين)... فأيها الأحبة لكم أن تتخيلوا لم يخص الله سبحانه أيامًا طوال السنة مثل هذه العشر المُباركة كيف وقد أقسم بها سبحانه في محكم كتابه تعظيما وتشريفا لفضلها فقال تعالىوليالٍ عشر).... ومزيدًا لفضلها ما أكد بذلك رسوله وصفيه وخليله كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي ورواه ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). وخير مايتنافس فيه المتنافسون ويتقرب به المتقربون في هذه الأيام:- -إخلاص العبادة لله سبحانه في كل الأعمال فإن الله لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً لوجهه صوابًا لما جاء به رسوله تحقيقًا لقولهفَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا). -الإكثار من ذكر الله فلو علم كل مسلم ما أعده الله للذاكرين ما أشغله عن ذلك غفلةٍ ولا لهوةٍ ومنه التهليل والتكبير والتحميد لقوله صلى الله عليه وسلمفأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)،وأشهر صيغ التكبير الواردة في الآثار قوله (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) فأما التكبير المطلق فهو يبدأ من مغيب شمس أول ليلة من ليال العشر وينتهي بآخر أيام التشريق،وأما المقيد والذي يكون إدبار الصلاة المكتوبة فيبدأ من فجر يوم عرفة لغير الحاج ومن ظهر يوم النحر للحاج. فما أسعد الذاكرين حينما يباهي بهم الله ملائكته قلوبهم رقيقة ونفوسهم سعيدة، وأجورهم عظيمة(جعلني الله وإياكم منهم). -الصيام فهو من أركان الإسلام الكبيرة ودعائمه الجليلة وإذا كان صيامُ يوم واحد يباعد الله به عن النار سبعين خريفًا فكيف بصيام هذه العشر ويوم عرفة له مزية وفضل فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يكفر السنة التي قبله والتي بعده...وأي فضل بعد هذا فحري بنا أن نحظى بصيامه ونأمر من تحت أيدينا صغارًا وكبارًا،استشعارًا لفضله،ورغبة في نيل أجره. -الأضحية فإنها من شعائر الله التي أمر بها والتي لاتجتمع إلا في هذه العشر وهي سنة مؤكدة وخير مايتقرب به المسلمون وليحسن المسلم عند ذبحهافإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) وليأكل منها ويطعم الجار والبائس الفقير. - يوم العيد فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قالأفضل الأيام عند الله يوم النحر ). فنبدأ به بصلاة العيد وزيارة ذوي الأرحام والقربى، مع التقيد بالإحترازات التي أوصت بها قيادتنا الرشيدة في ظل جائجة كورونا كفى الله الأمة شرها، وأفرحهم بإزالتها، وأدام أمننا وأماننا وحفظ ولاة أمرنا وعلمائنا وقاداتنا. هذا والله أعلم وأعلى وأحكم وصلى الله وسلم على رسوله تسليمًا كثيرًا.