نحن أربعة إخوان، وأخت واحدة فقط، مشكلتنا الكبيرة والتى لم أعرفها إلا حينما مرض أخي وحبيبي سعيد، أننا نحب بعضنا بشكل عجيب جدًا، وهذه مشكلتنا، أقول أحيانًا يا ليتنا لم نحب بعضنا ونتعلق في بعضنا بشكل جنوني، قد يكون تأثير الفراق أقل، ويا ليت أن أحدهم أساء إلي مرة واحدة أو أغضب أحد منا الآخر مرة، قد تكون وسيلة للتخفيف عن حجم هذا الحزن. الإفراط في الحب لدرجة أن الواحد يتمنى الموت قبل أن يرى الآخر في ضائقة أو مرض أو ... إلخ، أمر يتعب القلب. ذهب سعيد إلى جوار ربه، وأنا أعلم برحمة الله أن هذا الجوار أفضل بملايين المرات من جوارنا، ولكن نحن! ماذا نفعل بعده، البعض يلومني على الكلام ولكن الفقد أمر صعب جدًا، خاصةً إذا كان هذا الفقد لأحد من الخمسة، المجنونون حبًا لبعضهم، صباحك وجوههم، ومساؤك ابتسامتهم، سفرك رفقتهم، ضيقتك هم لهم، سعادتك حياتهم، حتى صلاتك بجوارهم، ثوب عيدك من نفس أقمشتهم، مسكنك معهم، والله إني لا أنام حتى أسمع صوت سياراتهم وقفت ودخلوا بيوتهم، وهم كذلك. الحياة قصيرة إلا بعد فراق سعيد، والله إنها طويلة ومملة الانتظار وأنت مثقل بالحزن، والفراق صعب جدًا. أسألكم بالله اعذروني ولا تعتبوا علي. أنا لا أعترض على أمر الله، وأؤمن بالله، وعلى يقين أني سأصبر لمرضاة الله، من أجل أن ألتقي به في الآخرة. نصيحة: من لديه أخ أو أخت على قيد الحياة ويفضل أحدًا عليهم!!، فعليه مراجعة نفسه. اللهم إن سعيد في جوارك فأحسن له واجعله سعيدًا في الآخرة، اللهم إننا آخيناه في الدنيا على محبتك، وأحبنا وأحببناه فيك، وأحسن إلينا عمره كله، فاجمعنا به ولا تفرقنا عنه يوم الدين، ووالدينا ومن نحب، والمسلمين أجمعين.