منذ مايربو على أربعة عقود تقريبا والمملكة العربية السعودية قوة ضاربة سياسيا واقتصاديا وفِي شتى الميادين ،ولها وزنها وثقلها بين دول العالم وتحتل مكانة عظيمة في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بما حباها الله من شرف خدمة ورعاية الحرمين الشريفين ،وسياستها المتزنة، ولها وزنها وصوتها وحضورها في المحافل الدولية، فسخّرت هذه القوة الاقتصادية لتمد يد العون والمساعدة لكل قطر مسلم في شتى بقاع الأرض وعلى رأسها قضية فلسطين؛ لإيمانها بأنها قضية. كل مسلم وعربي ،فضلا عن الحياة الكريمة التي هيأتها لمواطنيها، كما وقفت سدا منيعا في وجه الأزمات ،وتصدت للكثير من التحديات ففي حرب العراقوإيران التي اندلعت في أواخر السبعينيات الميلادية واستمرت حتى بداية الثمانينيات وقفت السعودية إلى جانب العراق حتى رُكّعت إيران عسكريا وارعوت عن عدوانها، وبعدها أزمة الخليج الثانية والتي افتعلها صدام حين غرته قوتُهُ، ولمآرب توسعية واجتاح جارته الكويت ،وبدأ يحشد على حدود السعودية ليعض اليد التي امتدت إليه وأنقذته من الطوفان الصفوي ،فوقفت السعودية إلى جانب الكويت المنكوب رحبتْ بالقيادة والشعب ودفعت كل غال ونفيس من مالها ورجالها حتى عادت الكويت حرة أبية ، ووقفت إلى جانب الشعب اليمني في أزمته مع الحوثيين وعلى مدار ست سنوات بكل ما أوتيت من قوة ، والآن ومع هذه الأزمة وجائحة الكرونا يقف العالم كله مكتوف الأيدي ، فلا ملاحة جوية ولا بحرية ولانقل ولاسياحة الأمر الذي أصاب الاقتصاد العالمي في مقتل ، وماالمملكة العربية السعودية إلا جزءا لايتجزأ من هذا العالم ،واكب ذلك أيضا تراجع في أسعار النفط ، وبشكل غير مسبوق ، فإذا تأثرت المملكة كغيرها فهذا أمر طبيعي ، لذلك ستخرج الغربان الناعقة من أوكارها وتتعالى الأبواق الجوفاء وعبر القنوات المعادية للمملكة وشعبها (كالخنزيرة )القطرية ومن يسير في ركابها من قنوات صفوية مأجورة وغيرها وغيرها من وسائل التواصل. لتضع من هذه الأزمة العالمية أزمة المملكة وحدها لتسهب بالتحليل والتضليل وسيظهر كل (ناشز) سياسي وكل كاتب وإعلامي يحمل الحنق ويضمر الكره والبغض لهذه البلاد لينعق ويعوي وعبر هذه القنوات التي هي مستنقع أوحال آسن دأبت على جذب الألسن والأقلام المأجورة للنيل من المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا ،ولكنهم واهمون فهم متقازمون عن الوصول لمستوى هذا الشعب الأصيل والعريق ،الذي يدرك معنى هذه الأزمة وتبعاتها ،فالشعب واعٍ و يعرف عدوه من صديقه و كما أسعدته حكومته لفترات مضت زيادات وميزات منحته وغيرها ،هو اليوم يقف إلى جانب قيادته ويرحب بأي تدابير تتخذها الدولة لتلافي المزيد من الانهيار الاقتصادي، وسيثبُت هذا الشعب مع قيادته في المنشط والمكره ، والشدةوالرخاء وبإذن الله ستزول وتنقشع غمامتها ولن يسجل التاريخ الا مواقف نبيلة لهذا الشعب تبرهن ولاءه وتأييده ووقوفه مع قيادته جنبا إلى جنب ، حفظ الله بلاد الحرمين وشعبها وحكومتها ومقدساتها من شر الأشرار وكيد الفجار ، اللهم أنا نسألك أن تكشف الغمة عن الأمة إنك ولي ذلك والقادر عليه ياحي قيوم.